منى يوسف حمدان الغامدي

٠٣:٠٦ م-٢٣ يوليو-٢٠٢٣

الكاتب : منى يوسف حمدان الغامدي
التاريخ: ٠٣:٠٦ م-٢٣ يوليو-٢٠٢٣       449185

 جمعية التحبير منارة العلم في رحاب طيبة الطيبة

بقلم / منى يوسف الغامدي

Myghamdi2030@gmail.cim

في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حظيت بصحبة أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وفي ليلة من ليالي شهر الله الحرام ( محرم) وفي مطلع السنة الهجرية الجديدة في مساء يوم الجمعة المباركة استشعرت بروحانية تغمرني في رحاب جمعية التحبير وروحي حلقت في السماء وكأنها تطير فوق السحاب ، فما أروع وما أجمل أن تكون في صحبة القرآن فهي المبتغى والغاية والهدف ولن يكون ذلك إلا بفضل ومنة من الله جل وتعالى، فالروح عندما تتعب وتكتنفها الآلام والأوجاع والهموم لا يكون لها شفاء الا بين يدي الله ومع كتاب الله.

دعوة كريمة تلقيتها من الأستاذة آمال بنت إبراهيم كمال نائب رئيس مجلس الإدارة في جمعية التحبير لحضور تكريم طالبات من الدرعية حصلن على الإجازة في قراءة القرآن برواية حفص بن عاصم من طريق الشاطبية ، حصلن على الإجازة في القرآن الكريم من المقرئة الفاضلة والمربية القديرة أ.سهيلة بنت محمد الدويش والمتصل سندها بسند فضيلة شيخ قرآء المسجد النبوي الشيخ إبراهيم بن الأخضر بن علي القيم، رئيس مجلس إدارة جمعية التحبير ، والذي ألقى كلمة ضافية استمعنا لها معا وعادت بي ذاكرتي إلى طفولتي وأيام خوالي كنت أحظى فيها بصحبة والدي رحمه الله للصلاة في المسجد النبوي خلف هذا الشيخ الذي كان يؤوم الناس في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

جمعية التحبير المباركة أشرقت أنوارها القرآنية لتكون صرحا ومنارة في المدينة النبوية لنشر منهج الإقراء الراشد الذي يجمع بين تدبر القرآن وفهمه وتزكية النفوس وتربيتها على المنهج القرآني الكامل، وبين جودة الأداء وضبط التلاوة والترتيل والإتقان، ومن خلال هذا المنهج كشف النقاب عن التدبر والقراءة المفسرة ومنهجية الإحسان في الوقف والابتداء. وعظمة التمييز في استخدام الحاسة القرآنية من القارئ بملكة التعبير في صيغ تناسب أحوالا مختلفة فيما رسمه القرآن الكريم من مشاهد تستوجب لياقة كاملة وقدرة فائقة عند القارئ. وتراود المعاني القارئ للنظر إلى حسنها، وتغلق الأبواب أمام التشتت النفسي، ليبقى مع صور جمالها فلا تنتهي نفسه لشيء غير موجود في الآية.

ولا يؤمل إلا في المعاني خاشعا لجماليات الصوت والحرف والإدراك والحس.

ولقد سخر الله نجوما ساطعة في سماء الإقراء على ذلك المنهج الذي تلقينه من مدرسة الشيخ الجليل إبراهيم الأخضر نجوما تقر بهن الأعين ويتحلين جميعهن بالصبر الجميل، مع الضبط والإتقان والتحقيق. نخبة من المقرئات المتقنات اللاتي استطعن أن يجسدن تلك الحقائق الأدائية المهمة لذلك المنهج حيث كن سببا بعد فضل الله تعالى في تحبيب الطالبات والحافظات والمقرئات في تلك المنهجية الراشدة في الإقراء حتى أصبحت منهجية مرغوبة وبشدة في كل مكان إنه منهج لا يرتبط بفترة زمنية محددة كما أنه لا يرتبط بالختم أو الانتهاء.

هذا المشروع القرآني يعتبر الأول من نوعه في المدينة المنورة والقائمات عليه من المتخصصات المتصدرات في هذا العلم الشريف، مما يبشر بأن يدار هذا المشروع بإذن الله بأقصى درجات المهنية والاحتراف على ما يليق بالقرآن وأهله الطيبين ا.

تجولت في أروقة الجمعية بمعية الأخت الغالية آمال وكم بهرت بكل تفاصيل قاعات الدروس القرآنية وتلك الكلمات التي زينت بها جدران القاعات والحفر على الخشب وجماليات الخط العربي والتجهيزات التقنية والصوتيات عالية الجودة في مقرأة خصصت للتلاوة والتحبير على قراءة ورش لتجويد الصوت عند التلاوة ، كما أسرت روحي اللمسات الجمالية في المكان وعبق الورد والفل المدني والأشجار الخضراء التي تحيط بالمكان ليكون جنة من جنان الدنيا لتحلق بروحك حيث جنة الخلود التي ندعو الله في كل حين اللهم ارزقنا جنة الفردوس الأعلى وجنات وأنهار تحيط بنا في يوم الخلود وسخر لنا من الأعمال ما يبلغنا هذه المكانة العلية بجوار سيد الخلق أجمعين . كم أتمنى أن تكون كلماتي هذه قد رسمت في مخيلة كل من يقرأها روعة وقدسية مكان هيأ الله له الأسباب لتلاوة كتابه وتحبيره وتجويده وتلك والله أجمل كلمات خطها قلمي واستشعر بركتها ، وكم أسعدني رؤية فريق تطوعي من الفتيات الشابات من بنات الوطن شاركن في استقبال وتهيئة الجمعية للضيفات الكريمات وهن من طالبات برنامج ارتقاء أحد برامج الجمعية والذي يحمل شعار ( عطاء وطن)

من رحاب المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم ندعو من جوار النبي الخاتم أن يبارك الله في هذه الجهود في خدمة كتاب الله وأن يتمم علينا فضله وكرمه في هذا الوطن ليكون نبراسا يحتذى به لخدمة القرآن الكريم ونسأل الله أن يوزعنا شكر نعمه الظاهرة والباطنة وأن يديم أمننا وأماننا وأن يستعملنا فيما يرضيه عنا حتى نلقاه وهو عن راضٍ ، ونفرح ونستبشر بما ينتظرنا من خير وبركة وسعادة أبدية في جنات النعيم.