النهار

٠٣:٢٨ م-٢٩ سبتمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٣:٢٨ م-٢٩ سبتمبر-٢٠٢٥       4125

بقلم- عجاب الحنتوشي 
في مسيرة الحياة، نمر بعلاقات وأشخاص نُحسن الظن بهم، فنرفع مكانتهم في قلوبنا، ونُحمِّل أنفسنا اللوم كلما اهتزت تلك العلاقة أو شابها خلاف، يثقل الضمير حين نشعر أننا قصّرنا، فنعيش صراعاً داخلياً بين الوفاء والخذلان.

لكن تأتي لحظة الحقيقة، حين يكشف البعض عن وجوههم الحقيقية بأفعالهم، فيُسيئون لأنفسهم قبل أن يُسيئوا لغيرهم، عندها يدرك الإنسان أن المكانة لا تسقط بقرار من الآخرين، بل يطيح صاحبها بها حين يستهين بالثقة أو يتجاهل قيم الوفاء.

تتلاشى عندها مشاعر تأنيب الضمير، ويحل محلها يقين بأن ما حدث لم يكن ظلماً، بل نتيجة طبيعية لاختياراتهم، وهنا يصبح من حقنا أن نقول: "شكراً، ليس امتناناً لفضلٍ قدَّموه، بل تقديراً لراحةٍ أهدونا إياها، حين جنّبونا عناء البحث عن أعذار لا وجود لها".

المكانة تُبنى بالصدق وتصان بالوفاء، لكنها تنهار بالخيانة أو الاستهتار، ومن يُطفئ نوره بنفسه لا يلومنّ إلا نفسه، لأنه اختار أن يسقط من أعين الآخرين قبل أن يسقط من أعين نفسه.

وفي الختام، لعل أصدق ما يُقال:" لا تُرهق نفسك بتأنيب الضمير، فالساقط من عينيك هو من أسقط نفسه بيديه".