

النهار
بقلم - غازي العوني
لقد عاش العالم فترات متقلبة من قرن مضى بشكل متسارع وغير مسبوق بين التشدد والانحلال عبر منعطفات من اليمين واليسار، نتيجة أفكار هدامة ورؤية قاصرة عن معرفة الحقيقة، التي أوجدت حروباً وصراعات وانتهاكات جسيمة ناتجة عن الفراغ الفكري الذي يدور بين انحرافات نحو الهاوية من معتقدات وأفكار فاسدة، خارجة عن جوهر الشرائع السماوية وعن كل الضمائر الإنسانية، بسبب عطل جسيم في القلوب التي أبعدت الكثير عن مسارها الإنساني والحضاري.
ذلك المسار الذي يكمن في الاعتدال، من رؤية متكاملة تقود إلى الأمن والسلام الذي ينشده عالم اليوم منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة، التي أصبحت عاجزة بشكل غير مسبوق عن إنقاذ الإنسانية من التطرف الأكبر الذي يشكّل خطراً جسيماً في كل الاتجاهات، بعد نتائج تجارب مريرة قد تكون دروساً إضافية لما سبق من الدروس التي جعلت العالم يجتمع في آلية مشتركة لمكافحة الخطر من تلك الأفكار الهدامة والغطرسة الكارثية، التي أعادت نفسها في القرن الواحد والعشرين نتيجة الخلل الذي لم يُعالج بعد، بل استمر حتى اتسع بسبب أنظمة أممية بحاجة تعديل من أجل إنقاذ البشرية من التطرف المتغطرس الذي هو الخطر الكبير المعادي لكل الإنسانية وصانع كل شر على البشرية.
إن لم يكن هناك قانون أصيل يكافح معاداة الإنسانية بكل ما فيها من الأجناس البشرية، فلقد حان وقت برمجة نظام متجدد للإنسانية المشتركة في مسار حديث من الاعتدال في أعلى منظمة ما زالت تعيش الماضي وليس الحاضر، حين تجاهلت المستقبل الذي ينتظر كل الأمم.
فلقد قال الحكماء عبر التاريخ: نحن هي الحياة، وعاش العظماء في جوهرها حتى الممات، لأن نحن بالمختصر هي كل الاعتدال وحياة كل ضمير إنسان.

