بقلم - حمد وهب الملحم العنزي
في السادس عشر من نوفمبر، يطل علينا اليوم العالمي للتسامح، كضوء خافت يخترق غيوم الغضب والانقسامات التي تعصف بعالمنا.
التسامح ليس مجرد كلمة تُردد في المناسبات، بل هو نبع حياة يروي أرض القلوب اليابسة، ويحول الخصام إلى سلام، والكراهية إلى فهم.
تخيل معي عالماً بدون تسامح: طرق مسدودة بالأحقاد، أسر مفككة بسبب كلمة جارحة، شعوب تتقاتل على تراث الماضي.
لكن التسامح يأتي كالريح الدافئة التي تهدئ العواصف، يعلمنا أن نرى في الآخر مرآة لأنفسنا، لا عدواً.
هو ليس ضعفاً، بل قوة الروح التي ترفض أن تُسجن في قيود الثأر، فالتسامح عزة، وكرامة، وطريق إلى الله.
يقول الله سبحانه: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ويقول:فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، ويقول النبي ﷺ: ما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا.
فالتسامح والعفو عن بعض الحق من صفة الكرام، ومن أخلاق الأفاضل والكرماء والأدباء، والراغبين فيما عند الله.
في يومنا هذا، دعونا نزرع بذور التسامح في كل محادثة، في كل نظرة، في كل يد تمتد للمصافحة، لنغفر الزلة، ولنفهم الاختلاف، ولنبني جسوراً من الحب بدلاً من جدران الفرقة.
فالتسامح هو سر السلام الدائم، وهو الإرث الذي نتركه لأجيالنا، ليعيشوا في عالم يسع الجميع.
يا رب، اجعل قلوبنا واسعة كالبحار، قادرة على احتواء الجميع بالتسامح والرحمة.