بقلم -أحمد صالح حلبي
في أعقاب الزلزال الذي وقع بالقرب من الحدود بين تركيا وسوريا في الساعات الأولى من يوم 6 فبراير 2023 ، وبلغت قوته 7.8 درجة ، وتسبب في حدوث واحدة من أكبر الكوارث التي عصفت بالمنطقة ، حيث قُتل عشرات الآلاف وجُرحت أعداد كبيرة ، وشمل الدمار المباني الخاصة والمدارس والمستشفيات ، كما تسبب في حدوث انهيارات للمبان وتشريد أعداد لا تحصى ، إضافة إلى تسببه في حدوث أزمة إنسانية ، مما استدعى إطلاق جهود الإغاثة الدولية للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ وتأمين المستلزمات والأدوية للمتضررين ، وباشرت فرق إغاثة سعودية مهامها في المناطق المتضررة بالزلزال ، كما اتجهت فرق طبية سعودية متخصصة ، وانطلق الجسر الجوي السعودي محملا بالمواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية ، والبطانيات والخيام ، للتحفيف من آثار الألم على الشعب التركي الذي عاش أياما مرعبة ومؤلمة بين بحث تحت الأنقاض لأقارب وأصدقاء ، وحزن لوفاة قريب أو صديق .
واليوم وبعد مضي عامين على تلك الحادثة المؤلمة التي وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"كارثة القرن" ، لتسببها في فقد نحو 53.537 شخصا أرواحهم ، وإصابة 107.213 شخصا ، بدأت المناطق المتضررة تتعافى منه ، وهذا ما لاحظته خلال زيارتي لهذه المناطق ضمن وفد إعلامي يضم إعلاميين من عدة دول ، ببرنامج زيارة نظمته وزارة البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ التركية ، وسعدت كما سعد الزملاء بالالتقاء بوزير البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ السيد مراد قوروم ، في لقاء صحفي تناول فيه ما حدث في تركيا منذ لحظة وقوع الزلزال ، وما قدمته الحكومة التركية من عمليات انقاذ للأروح والممتلكات وما قامت به من علميات إعادة تأهيل للمناطق المتضررة وتوفير المساكن المناسبة للمتضررين من الزلزال ، موضحا أنه تم اكتمال 70 % من حملة إعادة الإعمار الكبرى التي أطلقتها الحكومة عقب وقوع الزلزال ، مشيرا إلى أن أعمال إعادة الإعمار تتقدم بوتيرة غير مسبوقة في المناطق المتضررة من الزلزال وقال : "نعمل بتنسيق استثنائي يشكل نموذجا يحتذى به عالميا، واقتربنا من المراحل النهائية".
وفي الختام أقول إن عملية إعادة البناء التي أطلقتها الحكومة التركية ممثلة في وزارة البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ ، حملت مقولة الإصرار والعزيمة هما مفتاح إعادة البناء والنجاح في مواجهة التحديات والصعاب ، ومن خلال قوة الإرادة والمثابرة ، التي لمستها وأعضاء الوفد الإعلامي يمكن القول بأن الفرد والمجتمع التركي استطاع التغلب العقبات وتحويل الفشل إلى نجاح للنهوض من جديد بالمدن المتضررة لتحقيق الأهداف المرجوة في توفير حياة آمنة ومستقرة للمواطنين ، ومستقبل مشرق للأجيال القادمة .