الدكتورة:مها ياسر
معضلة القرار الإداري الرشيد علم ام خبرة من يتخذه..؟
تأملات في كتاب " حياة في الإدارة" (2)
إن القرار الإداري هو جوهر العملية الإدارية ،انه نتاج العملية الإدارية وخلاصتها. أن القرار الإداري هو "سلوك أو تصرف واع منطقي وذو طابع إجتماعي ، ويمثل الحل أو البديل الذي تم إختياره على أساس المفاضلة بين عدة بدائل وحلول ممكنة ومتاحة لحل المشكلة، ويعد هذا البديل الأكثر كفاية وفاعلية بين تلك البدائل المتاحة لمتخذ القرار"
أردت أن ابدأ بهذه المقدمة النظرية لكي امهد لما جاء على لسان دكتور غازي القصيبي – في كتابة حياة في الإدارة. فمن وجهة نظره أن هناك ثلاث صفات لابد من توافرها في القائد الإداري عند إتخاذ القرار الإداري الناجح: الأولى هي صفة "عقلية " وهي القدرة على معرفة القرار الصحيح ، والثانية : صفة " نفسية " وهي القدرة على إتخاذ القرار الصحيح، أما الثالثة: جامعه بين الصفة " العقلية والنفسية " وهي القدرة على تنفيذ القرار الصحيح واطلق عليها شجاعه اتخاذ وتنفيذ القرار.
ومن خلال تأملي لرأي الدكتور غازي فقد وضعت خلاصة وجهة نظرة في معادلة القرار السليم على النحو التالي:
" القرار الاداري السليم = حكمة ورشد متخذه + شجاعة اتخاذ القرار + مهارة تنفيذه " .
وفقا للأسس العلمية فان نظرية القرارات تٌعرف اتخاذ القرار على إنه "علم وفن صناعة القرار الإداري واتخاذه، وهذا العلم يتناول أسس وقواعد عملية لاتخاذ القرار الإداري ،ومبادئ صياغتة ، واجراءات متابعة تنفيذه وفن التعرف على نتائج تطبيقة وتاثيراتها ". ومن خلال التوفيق بين الأسس العلمية والتطبيق الواقعي الذي اشار إليه باكثر من قصة ومثال تتضح فلسفتة -رحمه الله-في الإدارة الحديثة في اتخاذ القرار وهي فلسفة النظرية السلوكية في القرار الإداري .
سادت مفاهيم تلك النظرية حتى الربع الأول من القرن العشرين، وتقتضي هذه النظرية ضرورة المعرفة الكاملة لمتخذ القرار لجميع الأهداف المراد تحقيقها ، حيث قامت على فرضية اساسية هي رشاده المدير أن "المدير في أي منظمة يقوم بتصرفات رشيدة لتحقيق أهداف المنظمة بأقل تكلفة ممكنة " ، تمثل هذه النظرية – ما نطلق عليه - النموذج المفتوح لاتخاذ القرار ، والذي يفترض انواع من الرشد في القائد الإداري منها: الرشد الموضوعي وهو الرشد الذي يعكس السلوك الصحيح لتعظيم المنفعة ككل (القرار يتخذ في ظل حالة التأكد )، الرشد الشكلي وهو الرشد الذي يسعى إلى تعظيم إمكانية الحصول على المنفعة في حالة معينة بالإعتماد على المعلومات المتاحة ، الرشد التنظيمي هو الرشد الذي يعكس سلوك متخذ القرار المتعلق بتحقيق أهداف المنظمة ، الرشد الشخصي هو الرشد الذي يعكس سلوك متخذ القرار المتعلق بتحقيق أهدافه الشخصية
أن قدرتك كقائد إداري على اتخاذ القرار تتحد وفقا لعدة عوامل منها مدى توافر المعلومات المتاحة ،ومدى تكرار هذا القرار في حياتك أو في تاريخ المنظمة التي تديرها بالإضافة إلى خبراتك الشخصية عن تأثير القرار التي قد تتعارض في بعض الأحيان مع المعلومات المتاحة ورأي الخبراء. وهنا تأتي المعضلة هل إذا حدث هذا التعارض بين المعلومات العلمية التي توكد اهميته وصحة إتخاذ قرار معين وخبرة المدير بالعوامل الأخرى الاجتماعية أو السياسية مثل اللي تؤثر عند اتخاذ القرار " الصحيح علميا " إلى اين سيتجه الترجيح وقتها ؟
فماهو رايك أيها القاري الحصيف ؟
"اجيب على هذا السؤال بمشيئة الله في المقاله القادمة عن نظم معلومات القرار الإداري وخبرات المدير "
دكتورة. مها ياسر