النهار
بقلم - علي الزهراني (السعلى)
لم يدر بخلدي البتّة أن أجد صديقا لي في هكذا حاله من البؤس والتفكير المغرق الشارد في ملكوت سماوات أفكاره فمنذ اللحظة التي شاهدتها فيها لم أعرفه تغيّرت ملامحه حين اقتربت منه لأتأكد هل هو صاحبي الذي تركته قبل سنين من توأمة الروح في أيام المدرسة بمراحلها الثلاث وفي الجامعة ؟!.
الصدق: وجدت صاحبي غارقا في همّه وخصصتُ لكم وله أن يتحدث وبعدها لكل حادث حديث ولكل مقام مقال... والآن سأترك لكم عزيز القارئ ما قاله لي صاحبي قبل أن يبدأ والأخذ بالأحضان بيني وبينه فقال بصوت مبحوح ووجه شاحب :
" هذي نصيحة مجرب انتبهوا...... وأنتم أحرار!".
بهذه الكلمات قصّ عليّ حكايته ولأهميتها كتبت مقالي هذا المهم قال :( المشكلة في "أم طارق العيّانة "أنا مثلي كأي عريس أكمل نصف ديني وتزوجت وسكنت في شقة بعمارة , هذه العمارة بحي والذي أنا فيه كلهم من كبار السن وبحكم عملي وطبيعته كنت أغيب عن زوجتي طول النهار تقريبا انتداب ومناوبة وهكذا وبقيت زوجتي العروس وحيدة حتى تعرفت بعد مدّة ليست بالقصيرة على جيرانها الذين يكبرونها بمراحل في عمر أمها فيه أم طارق – الله يسامحها - عينها لا تخيب تأتي لزوجتي كل يوم بعد كل تحفيظ ترشف فناجين القهوة وتأخذ الذي فيه النصيب من القشر " مشروب الشعير " والتمر الخلاص.
وكل ما تبصر زوجتي تقول " ذبحك النوم " فجلست زوجتي أسابيع لا تنام , أجرت الكثير والعديد من التحاليل الطبية في كل مكان المعضلة أن طبيا لا تشتكي من شيء!.
حتى أصرت شغالتها النيجيرية على مناداة أم طارق لتأخذ منها بقايا من قهوة وتمر وبالكاد أتت بعد إغرائها بهدية فما إن ذهبت حتى نضحت الشغالة على قفا زوجتي فجأة فشهقت شهقة ونامت يوما ونصف فنقلت على بعد سنة من هذه الشقة لأنتقل إلى حي آخر ومن سوء حظي تعرفت على من يكبرها أيضا سنا وخبرة وأحدثت فضيحة اجتماعية بقصة " العباءة " التي أخذتها من الرياض بمبلغ وقدره , فطلبت منها أحد جيرانها سلف للعباءة الغالية وبعد مدة كل ما تتصل زوجتي بجارتها "أم عبد الكريم" لا ترد حتى صدفة أبصرت عباءتها على أخرى مباعة بمبلغ زهيد وهي أصلا ليست لها وصارت هذه العباءة حديث الجيران رجالا ونساء فمللت رغم نصيحتي لها ومن أمها وأهلها وطلقت زوجتي هذا هو حالي يا صديقي)
وأخيرا: العلاقات بين الجيران مهم للطرفين رجالا ونساء فهي توثق المحبة وتغرس قيمة العمل الجماعي والتواضع وكسب الخبرات وهذا ديننا الشريف عبر أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم تدعو لذلك ومعرفية قيمة وحقّ الجار .
ولكن أن تتحول الجيرة إلى نقمة بدل النعمة فهنا لابد أن نختار من يكون جيراننا وطبائعهم وعاداتهم فكل محافظة ومدينة في مناطقنا لها عادت تختلف قليلا عن الأخرى خصوصا في بعض نسائنا الحذر من الانجراف وكشف مستور بيوتاتكم وما بداخله فلكل بيت خصوصيته وأسراره المكتومة.