الكاتب : النهار
التاريخ: ١٥ أغسطس-٢٠٢٥       30690

بقلم - أ.د. عبدالعزيز سعيد الهاجري
أستاذ الإدارة التربوية بجامعة الملك خالد

في إطار سعي المملكة العربية السعودية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 في تطوير التعليم ورفع جودة مخرجاته، يبرز  المعهد الوطني للتطوير المهني للمعلمين  كمنصة وطنية رائدة في إعداد وتطوير المعلمين.
ومع تنامي حجم المبادرات النوعية التي يتبناها المعهد، تأتي كليات التربية في الجامعات السعودية لتكون الذراع التنفيذي القادر على ترجمة هذه المبادرات إلى واقع ملموس، بفضل ما تمتلكه من خبرات أكاديمية، وبنية تحتية متطورة، وكفاءات بحثية وتدريبية عالية.
 إعداد المعلم قبل الخدمة
تعمل كليات التربية على تطوير برامج إعداد المعلمين قبل دخولهم الميدان، بما يتوافق مع المعايير العالمية والممارسات التربوية الحديثة التي يتبناها المعهد. ويشمل ذلك دمج مهارات القرن الحادي والعشرين، وتقنيات التعليم المتطورة، وأساليب القيادة الصفية، إضافة إلى التدريب الميداني المكثف في المدارس، بما يضمن تهيئة الخريج للانخراط بكفاءة في بيئة العمل.
 التطوير المهني أثناء الخدمة
لا يقتصر  دور كليات التربية  على مرحلة ما قبل الخدمة، بل يمتد ليشمل تدريب المعلمين أثناء الخدمة، من خلال تنفيذ برامج المعهد على مستوى المناطق التعليمية، وتوفير المدربين المركزيين، واحتضان ورش العمل والدورات التدريبية في مرافق الكليات. كما تشارك الكليات في متابعة أثر التدريب ميدانيًا لضمان استدامة التحسين في الأداء.
 البحث والتقويم
بوصفها بيت خبرة أكاديمي، تسهم كليات التربية في إجراء الدراسات العلمية لتقويم أثر البرامج التدريبية التي ينفذها المعهد، وتقديم التوصيات التطويرية المبنية على الأدلة، ونشر قصص النجاح والممارسات المتميزة، بما يعزز تبادل المعرفة بين الميدان والباحثين.
 نقل المعرفة والشراكات الدولية
تسهم كليات التربية في نقل الممارسات العالمية إلى البيئة التعليمية السعودية، من خلال شراكات المعهد مع مؤسسات دولية مرموقة مثل المعهد الوطني للتربية (NIE) في سنغافورة. وتشمل هذه الجهود ابتعاث وتدريب أعضاء هيئة التدريس والمعلمين على التجارب الناجحة، وبناء شبكات تعاون بحثي وتدريبي دولية.
 أثر الشراكة
تجسد الشراكة بين المعهد الوطني للتطوير المهني وكليات التربية نموذجًا متكاملًا لتوحيد الجهود في رفع كفاءة المعلم السعودي، وتحقيق مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية، وتعزيز تنافسية المملكة في مؤشرات جودة التعليم العالمية.
إنها شراكة استراتيجية تضع المعلم في قلب التنمية الوطنية، وتجعله عنصرًا فاعلًا في بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.