النهار
بقلم:د.طارق بن حزام
ماهو مصطلح السردية الفكرية هو إطار تحليلي يدرس كيف يشكل البشر القصص وكيف تتشكل القصص بهم وتهدف،إلى،فهم، العمليات،العقلية التي، تنشأ من،خلالها السرديات،التي،تؤثّر في،تفكيرنا وسلوكنا، وهي سلاح ذو حدّين في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات وتتناسل فيه الحكايات كأمواجٍ لاتهدأ، تنشأ سرديات فكرية تتسلل إلى العقول،بخفة،ظلّها وتستقر في الوجدان دون استئذان تُروى لنا قصص كبرى تُحاك خيوطها بدهاءتُعيدرسم الأحداث، وتنسج من الأوهام عروشًامن ذهب فتُبهر العيون وتستعبد القلوب وتُخدّر العقول وتقلب المفاهيم
النقل السردي تجربةٌ تُركّز فيها جميع العمليات العقلية للفرد (أي الانتباه والعاطفة والتخيل) على،الأحداث، التي،تقع،في،السرد وهو تحيزا معرفي خطير في جانبه السلبي يمكن أن،يؤدي،إلى،سوء الفهم،والتعريفات والافتراضات والاستنتاجات الغير صحيحة إن هذا الطاعون الفكري لا يأتي على هيئة صراعات مباشرة أو هجمات علنية، بل يتسلل ببطءمتخفياً في هيئة التسلية أو إعادة تدوير نفايات فكرية متردية بتحديث فكرية معاصرة إن أعظم خطر في،السرديات، الفكرية أنها قوة ناعمة تقتل،فضيلة،التفكير النقدي،وتحيل العقل، من،باحثٍ،مُتأمل،إلى،تلميذٍ مُطيع،في، صفّ،الأيديولوجيات.
وقد جاء التحذير الإلهي صريحًا في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ فالتبيُّن فريضةعقليةوقلبية، تحرر المرء من،سطوة الحكايات،المزيّفة وتقيها لوقوع، في، مهاوي، الظلم، والجهل، السردية، الفكرية لا تكتفي، بتأليف، قصة بل، تخلق، عدوًّا موهوماً وبطل، مُفترى وحقيقة مختزلة في، سطور دعائية فتغدوالأذهان، قطيعًا ينهل، من، غديرها العكر يردد شعاراتها ويُصفّق، لأبطالها ويُعادي، كل، من، يخرج عن نصّها وقد جاء في الحديث الشريف عن،النبي،قوله (دع،ما يريبك إلى مالا يريبك رواه الترمذي والنسائي وما أخطر ما يريب القلب والعقل،من،حكايات ملوّنة تُباع، في، أسواق الفكر كسلعة رائجة بينما الحق فيها غائب، أومُغيَّب، ياويح من،استسلم للخطاب،الواحدوغضّ، بصره، عن،تنوع الفكر، وسعة الرأي، ووسطية الفكر ياويح من نسي أنّ الحق أكبرمن،حكاية وأن الحقيقة أوسع، من، رواية، وأن، العقول، جُبلت، على، السؤال، لاعلى، التلقين، الأعمى، قال، سبحانه (وَلَاتَقْفُ،مَالَيْسَ،لَكَ،بِهِ،عِلْمٌ، إِنَّ،السَّمْعَ،وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَكُلُّ،أُولَٰئِكَ،كَانَ، عَنْهُ، مَسْئُولًا)، فالسرديات، تسلب، الإنسان، سمعه، وبصره، وقلبه وتجعلها أداة طيّعة في يد صانعيها.
ولتجنب الوقوع فريسة سهلة، للمغالطات، السردية، من المهم، التشكيك، في الافتراضات، وفحص الأدلة، والنظر في التفسيرات، البديلة على سبيل المثال:إذا عُرض على شخص ما قصة تبدو جيدة جداً لدرجة يصعب تصديقها فيجب عليه أن يسأل نفسه ما إذا كان هناك أي دليل يدعمها وما إذا كان هناك أي تفسيرات بديلة للأحداث الموصوفة ومن الحلول أمام هذا الخطر لا خلاص إلا بإحياء الوعي،وبثّ روح، النقد، وتذكير الناس،بأن، التفكير فريضة وأن، التبصّرأمانة، وأن للإنسان كرامة لا تليق بها أقفاص الحكايات المعلّبة.
وختاماً ……….
احذر أن تكون مجرد صفحة في رواية لم تكتبها ولا تكن بطلًا في قصة لا تعرف فصولها فكرتبيَّن تساءل، وابقَ، حرًّافي زمن، الأقفاص، الذهبية مستضيئًا بقوله، تعالى ﴿قُلْ،هَاتُوابُرْهَانَكُمْ إِن،كُنتُمْ،صَادِقِينَ﴾.