

النهار
بقلم- د. طارق بن حزام
الأمانة هي أداء الحقوق والمحافظة عليها،وهي أحد أخلاق الإسلام وأساس من أسسه،وهي المهمة العظيمة التي رفضت الجبال والسماوات والأرض حملها وحملها الإنسان،وقد أمرنا الله بأداء الأمانات عندما ذكرها في القرآن الكريم،قال الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا).
كما جعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الأمانة دليلاً على حسن خلق المرء وإيمانه وضدها الخيانة فالأمانة من أعظم خصال الإيمان والخيانة من أعظم خصال النفاق،كما قال الله سبحانه في وصف المؤمنين:(وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ):وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونواأَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ).
ومن أبرز صور الأمانة في العصر الحديث: الصدق والإخلاص في أداء الوظائف.
فكل موظف هو مؤتمن على وقت العمل،وعلى المهام المكلف بها،وعلى حفظ مصالح الجهة التي يعمل فيها.
وتشمل الأمانة الوظيفية ما يلي:
• الالتزام بساعات العمل وعدم التهاون.
• أداء المهام بدقة وجودة.
• احترام الأنظمة والتعليمات.
• عدم استغلال الوظيفة لتحقيق مكاسب شخصية.
• حفظ ممتلكات العمل وأسراره.
• القيام بحقوق المراجعين وعدم تضييعها.
فالواجب على الموظف أن يؤدي الأمانة بصدق وإخلاص،وعناية وحفظًا للوقت؛ حتى تبرأ الذمة،ويطيب الكسب،ويرضي ربه،وينصح لوطنه في هذا الأمر،أو للشركة التي هو فيها أو لأي جهة يعمل فيها.
وأن يتقي الله وأن يؤدي الأمانة بغاية الإتقان وغاية النصح؛يرجو ثواب الله ويخشى عقابه.
ولو تساهل رئيسه،ولو لم يأمره رئيسه،فلا يقعد عن العمل أو يتساهل فيه،بل ينبغي أن يجتهد؛ حتى يكون خيرًا من رئيسه في أداء العمل والنصح في الأمانة،وحتى يكون قدوة حسنة لغيره.
وختاما ..
إذا سادت الأمانة بين الناس،عمَّ الأمن،وانتشرت الثقة،وزادت الإنتاجية،وقلَّ الفساد.
أما إذا غابت الأمانة،ضاعت الحقوق،وانهارت القيم،وانتشر الظلم والفساد.

