

بقلم - سعيد بن عبدالله الزهراني
أفكر في وضع حرف الدال أمام اسمي في جميع المقالات، وعلي المنزل، وأخلي الناس كلهم يعتزون باللقب، وأزعل على كل من لا يناديني بلقبي الجديد قبل أسمى الذي لن تكون له قيمة ما دام اللقب موجودا؛ الحصول على حرف ال (د) أصبح أسهل مما نتوقع، فكل ما عليك فعله تغيب عن المشهد عدة أيام، وإذا أحد افتقدك تحاول تقنعهم إنك مشغول في دراسة الدكتوراة في بلد الواق واق، وبعد مدة أظهر وعليك الأمان وتبدأ تنشر خطبة على وسائل التواصل الاجتماعي تحمد الله فيها على التمام والكمال وتتويجك بدرجة الدكتوراه في التخصص الذي ترغب فيه، ومن ثم تعدل "البايو" لتضيف حرف الدال ولاتضع اسم الجامعة الوهمية حتى لا تكتشف من قبل بعض الحاسدين أمثالي.
وإذا ما قدرت تحصل على الدكتوراة الوهمية فعندك طريقة أخرى هي الادعاء بحصولك على الدكتوراة الفخرية من أحد دكاكين الشهادات، وأضحك بها على السذج واقم حفل للاحتفال بهذه الشهادة الكرتونية التي قيمتها لا تتجاوز خمسة ريالات للتصوير والبرواز.
هذا التنافس على شهادات الوهم لن يجعل منك صاحب قيمة في محيطك، بل محل تندر ودلالة على الضعف وعدم القدرة على الظهور إلى المجتمع بالشكل المطلوب، مما جعلك تستعين بشهادات وهمية تزيدك ضعفا وخجلا أمام الآخرين.
أتذكر قبل سنوات عندما كنت أتقمص شخصية" الصحفي الخفي"، اتجهت الى مقر مؤسسة كبيرة في جدة تقوم بمنح شهادات الماجستير والدكتوراة للراغبين خلال أسابيع بسيطة.
دلفت إلى المكاتب الفخمة واستقبلت من المسؤولين، وطلبت التعرف على الخدمات المقدمة.
كل الشهادات متوفرة لديهم بداية من الثانوية العامة وصولا الى الدكتوراة ,من خلال الإدعاء بمعادلة الخبرات الحياتية بشهادات عليا..الغريب وقتها تزايد الاقبال على تلك المؤسسات التي تبيع الوهم.
التنافس على الألقاب الوهمية يؤكد أن لدينا خلل في منظومة الصدق، وتسطيح لفكر المجتمع الواعي، وضعف وغير إدراك أن الوضع اختلف تماما، فالشهادات أيا كانت حتى لو كانت حقيقية لن تكون الطريق الوحيد الى سوق العمل، والشهادات المعتمدة لن تكون هي الطريق الى قلوب المجتمع، فما بالك بشهادات الوهم؟.