النهار

٢٥ نوفمبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٥ نوفمبر-٢٠٢٥       3685

بقلم - فاطمة الأحمد

حين يعود الشتاء، تتعانق السحب الثقيلة في سماء أسود، وتبدأ الأنفاس تقطر برودةً تشد الذاكرة. الليل الطويل يمد أذرعه ليحتضن كل شيء، من ذكرى وضحى مشمس إلى لحظات كانت تسير ببطء، لكن لا تتوقف أبداً.
تتسلل نسائم البرد في الشوارع، كأنها تحكي قصصاً قديمة. كل نسمة تحمل في طياتها ألف ذكرى، رائحة الحطب الذي يحترق في المدافئ، وضوء الشموع المتلألئ في زوايا الحكايات. تذكرني تلك النسائم بالأمسيات الدافئة، حيث تجتمع العائلات حول المائدة، وتُروى الحكايات مع فنجان من الشاي الساخن.
في هذا الفصل، يزداد الشوق للذكريات المبهمة، وتصطف أمام ناظري صور الوجوه التي لم تعد هنا. كل شيء يبدو أهدأ، وكأن الزمن قد توقف لدقائق ليعيد لنا تلك اللحظات العزيزة. الشتاء، برغم برده، يحمل في طياته دفء الذكريات، وفي ظلمة الليل الطويل، تُحاك الأحلام وتُعيدنا إلى ما كنا عليه.
لنحتفي معاً بعودة الشتاء، ولنترك للبرد أن يغمرنا بأحاسيس عميقة تتجدد مع كل هبة ريح، ولنجعل من كل ليلة طويلة فرصة لاسترجاع ما فات، ولنعمل على خلق أجمل الذكريات في كل لحظة من لحظات هذا الفصل الساحر.