بقلم ـ علي المالكي
في زمن تُدار فيه الحروب بوسائل غير تقليدية، حيث لم تعد الدبابات والصواريخ هي السلاح الوحيد، بل أصبحت الألسنة المأجورة و الحسابات المموّلة و المنصات الرقمية الموجّهة أخطر أدوات العدوان، نجد أنفسنا أمام حملة منظمة وممنهجة تستهدف المملكة العربية السعودية بكل ما تملك من قوة ناعمة وقذارة في آن.
يدفعون الملايين بل المليارات من الدولارات، يوظفون كل خائن سقط من على شجرة الوطن وكل تافه اشترى ضميره بثمن بخس، وكل إعلامي يبيع كرامته مقابل حفنة دولارات، ليهاجموا قيادتنا الرشيدة، ويشككوا في وطننا العزيز، ويحاولوا النيل من شعب تربّى على الوفاء والعزة منذ أن وحدّ هذا الكيان المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيّب الله ثراه - قبائل نجد والحجاز والشرقية والجنوب والشمال تحت راية واحدة: راية التوحيد.
لكن هيهات هيهات!
فشعب طويق هذا الشعب الذي يستمد اسمه من جبلٍ شامخٍ لا تهزه الرياح ولا تكسره العواصف وقف صفًا واحدًا، درعًا متينًا، وسيفًا مشحوذًا، ليرد كيد الأعداء إلى نحورهم، وليقدم للعالم أجمع درسًا بليغًا في معنى الولاء المطلق للقيادة، والحب الأصيل للوطن.
لم يحتاج السعوديون إلى تعليمات رسمية، ولا إلى حملات موجهة، ولا إلى مرتزقة مأجورة للدفاع عن بلادهم.
خرجت الاستجابة من القلب، عفوية، صادقة، جارفة.
ملأ السعوديون المنصات بكلمات الفخر والعزة، رفعوا صور قادتهم بحب، رددوا هاشتاقات الولاء بإيمان، وكتبوا بأصابعهم ما يعتمل في قلوبهم منذ الصغر: نفتدي وطننا بأرواحنا، ونبايع قيادتنا بقلوبنا وعقولنا.
كان المشهد أبلغ من أي رد رسمي، وأقوى من أي بيان دبلوماسي. شعبٌ يدرك أن الاستهداف ليس لشخص الملك سلمان - حفظه الله - ولا لولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - فقط، بل هو استهداف لمشروع وطني طموح يُعيد للأمة كرامتها، ويبني دولة عصرية قوية آمنة مستقرة، ويصنع تاريخًا جديدًا يُحسب له ألف حساب في محافل القرار العالمي.
لقد فشل المموّلون والمأجورون فشلاً ذريعًا، لأنهم لم يفهموا طبيعة هذا الشعب. ظنوا أن بإمكانهم شراء الضمائر كما اعتادوا، أو زرع الشقاق كما نجحوا في أماكن أخرى. لكنهم اصطدموا بشيء لا يُقدَّر بثمن ولا يُشترى بمال: إيمان راسخ بأن الولاء المطلق للقيادة هو امتداد طبيعي للولاء للدين ثم الوطن، وأن حب الوطن ليس شعارًا يُرفع في المناسبات، بل دمٌ يجري في العروق، ونفس يضحك بها دونه.
نعم، دفعوا الملايين، لكنهم خسروا المليارات من سمعتهم ومصداقيتهم. ونحن لم ندفع إلا حبنا ووفاءنا، فربحنا كرامتنا، وعلّمناهم درسًا لن ينسوه: أن شعب طويق لا يُهزم، وأن وطن التوحيد باقٍ شامخًا ما بقي فيه رجال ونساء يقولون بملء الفم: (دمي لترابك فداء يا وطني.. وقلبي لقيادتك طاعة مطلقة وانقيادًا )
عاش الملك، وعاش ولي العهد، وعاشت السعودية حرة عزيزة أبية .