بقلم - أحمد صالح الحلبي
لم تكن السعادة مرتبطة بعلاقة زوجية يعيشها الزوجان وحدهما ، ولم تكن مرتبطة بسعادة الوالدين بأبنائهم ، فهناك سعادة اعلى مكانا وأغلى ثمنا ، تتمثل في سعادة الأيتام والأرامل فمحو دمعة يتيم وزرع بسمة على شفاه أرملة ، وبث سعادة في فؤاد فتاة ، ودعم شاب محتاج ، وعلاج مريض هي السعادة الحقيقية ، وليست التي نتغنى بها .
وتذكرت السعادة ومعناها الحقيقي وانا ادلف لمبنى جمعية أم القرى الخيرية النسائية بصحبة رئيس مجموعة لمسة وفاء وصاحب المبادرات الانسانية الدكتور عبدالله بن صالح ورجل الاعمال الاستاذ حسن عبدالله باجنيد وابنه محمد ، وكانت فرصة جميلة لنا جميعا أن نتعرف عن قرب على الجمعية ونستمع لكلمات الاستاذة زينب فلمبان رئيسة مجلس الإدارة ، التي وإن تحدثت بإيجاز عن الجمعية فإنها أشارت بالحاجة لدعمها .
فيما تناولت الرئيسية التنفيذية للجمعية الاستاذة اريج درويش صيرفي ، الحديث عن برامج الجمعية وأنشطتها الحالية وبرامجها المستقبلية متحدثة بلغة ابنة الجمعية التي بدأت حياتها الوظيفية بها من دار الزهور لرعاية الأيتام ، وبينت ان البعض يرى أن دور الجمعية منحصر في تقديم الدعم المالي والمواد للأسر المحتاجة ، فيما تقوم الجمعية بأدوار متعددة لدعم مواردها المالية ، وبينت ان هناك اكثر من 8000 اسرة محتاجة في مكة المكرمة ، وأن دور الجمعية لا ينحصر في دعم الأسر المحتاجة فهناك أدوار إنسانية أبرزها رعاية الايتام حيث تعمل الجمعية على إعداد وتأهيل الأيتام ليتمكنوا من بناء أسر وخدمة المجتمع ، مشيرة إلى الاستفادة من مواهب الأيتام في تقديم منتجات يدوية تجمع بين الطابع التقليدي المحلي والعمل الإبداعي ، ومثل هذه المنتجات بحاجة إلى تسويق ، وهو ما تعمل الجمعية عليه من خلال مشاركة الجمعية في الأنشطة والفعاليات المحلية لعرضها .
كما تعمل الجمعية على مساعدة فتيات الدار في حفلات زفافهن وأشعارهن بالسعادة في ليلة العمر .
ومن خلال لقائنا اقول لابناء وبنات مكة المكرمة " إن الجمعية تناديكم فأجيبوا دعوتها " ، ولا أقول إن الجمعية تدعوكم للوقوف بجانبها ودعمها ماديا فقط ، وإن كان هذا أمر مطلوب ، لكني أقول ما قاله الدكتور عبدالله بن صالح " هلموا إلى الخير والتعاون مع الجهات المختصة لخيري الدنيا والآخرة، والمساهمة في تحقيق جودة الحياة للمحتاجين من الأرامل والأيتام والمطلقات والفقراء والمساكين "
وقوله " كن جزءاً من صناع القرار والأثر ، فجمعية أم القرى تدعوكم – رجالاً وسيدات – لتكونوا شركاء في مسيرة العطاء والتأثير المجتمعي، من خلال التسجيل في عضوية الجمعية، والمشاركة في تشكيل مجلس إدارتها القادم.
العضوية ليست ورقة تُعبأ فقط، بل هي مساحة للتأثير الحقيقي، وحق في التصويت، وفرصة لترشيح نفسك لعضوية مجلس الإدارة، والمشاركة في المبادرات التنموية التي تخدم مكة وأهلها" .
وفي الختام هي دعوة لترك أثر ، فاجعل لك اثرا يذكره الجميع ، واغتنم الفرصة المتاحة أمامك ، وتذكر أن الأجر والثواب عند رب العباد ، ولا تنظر لمن شكرك بل ساهم بما ينفعك يوم لا ينفع مال ولا بنون