النهار

٢٧ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٧ اكتوبر-٢٠٢٥       5170

بقلم - فاطمه الأحمد

حين تكتظّ الروح بكل ما يعجز الفم عن البوح به، وحين تضيق الدنيا على اتساعها فلا تجد سوى زاوية صغيرة تلوذ بها، عندها يصبح القلم صديقًا، وطنًا، ومساحة آمنة.  
هو ليس مجرد أداة نكتب بها، بل نبض من أعماق القلب، ونفَسٌ يخرج من الروح المثقلة. القلم مرآة صادقة تعكس كل ما نخفيه، كل ما نخشى أن يراه العالم. على الورق، نحن نعيش بلا أقنعة، بلا خوف، بلا قيد.  
كل كلمة نكتبها هي جزء منا، نبض نحفره على بياض الورق، نحوله إلى ألوان من المشاعر: فرحًا، حزنًا، شوقًا، أو حتى صمتًا صارخًا. القلم لا يحكم علينا، لا يسألنا "لماذا؟" أو "كيف؟"، بل يحتضن أفكارنا مهما كانت غريبة، ويمنحها حياة.  
وحين تكتب، تشعر أن روحك تتنفس. تصبح الكلمات وسادةً نضع عليها رؤوسنا المثقلة بالأفكار، تصبح نافذة نطل منها على عالم آخر، أو ربما على أنفسنا التي نسيناها وسط ضجيج الحياة.  
القلم ليس مجرد وسيلة، بل رحلة. هو نبض القلب حين يخفق بصمت، وهو الروح حين تبحث عن ملاذ آمن بعيدًا عن أعين البشر. هو الأمان حين نعجز عن إيجاده في الخارج، والصدق حين يهرب منا في زحام الزيف.  
*حين يصبح القلم مساحة آمنة... يصبح نحن.*