النهار

٢٦ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٦ اكتوبر-٢٠٢٥       7700

بقلم - عبدالمحسن محمد الحارثي

لا يختلف اثنان على أن  قطار الحرمين  السريع هو أحد أروع إنجازات المملكة في مجال النقل الحديث، يجسد روح التطور التي تسير بها بلادنا نحو المستقبل ، فهو يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنوّرة - المدينتان المقدستان- بسرعةٍ تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة، في رحلة تجمع بين الدقّة والأمان والراحة، وتقدّم صورة مشرّفة عن البنية التحتية السعودية ، ومع هذا النجاح الكبير ؛ تظلّ هناك تفاصيل تستحق المراجعة لتكتمل الصورة ، 
فأسعار التذاكر - التي تتراوح بين 180ريالًا للدرجة الاقتصادية  و 380 ريالًا لدرجة الأعمال تزيد قليلاً أو تنقص - قد تكون مناسبة للرحلات الموسمية ، لكنها تُرهق من يعتمد القطار وسيلةً دائمةً للتنقل بين المدينتين، كالعاملين والطلاب. 

لذا ؛ يبقى الأمل في إطلاق برامج اِشتراك وتخفيضات دورية تشجع على الاستخدام المنتظم وتدعم مفهوم النقل العام المستدام.

أما خدمات البوفيه ؛ فمستواها الرفيع لا يُنكر، لكن أسعارها من 10 إلى 20 ريالًا للوجبات الخفيفة، و3 ريالات للمياه ؛ تجعل التكلفة الإجمالية للسفر مرتفعة نسبيًا. 

ومن الجميل أن تُدرس إمكانية تقديم باقات اقتصادية أو دمج بعض الوجبات مع تذاكر الدرجة الاقتصادية في الرحلات الطويلة.

ومن الملاحظ أيضًا أنّ مواعيد الرحلات لا تمتد على مدار الساعة، إذ تبدأ عادة من السادسة صباحًا حتى منتصف الليل، مما يقلّل من المرونة التي اعتادها المسافر في القطارات العالمية.
ومع ذلك ؛ لا يمكن إغفال ما يتميّز به القطار من راحة في المقاعد، ونظافة فائقة، وخدمة راقية تليق بمكانة الحرمين الشريفين. 

إنّ  قطار الحرمين  ليس مجرد وسيلة نقل، بل رمز حضاري وروحي يصل بين أطهر بقعتين على وجه الأرض- مكة والمدينة- ومع استمرار جهود التحسين في الأسعار والخدمات ؛ سيغدو هذا المشروع ليس فقط فخرًا هندسيًا، بل أيضًا نموذجًا في العدالة والراحة وتكافؤ الفرص في السفر بين الحرمين الشريفين.