النهار

٢١ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٢١ اكتوبر-٢٠٢٥       10395

بقلم - نانسي اللقيس 

تَمُرُّ المملكةُ بِمَرْحَلةٍ تاريخيةٍ تُعِيدُ صِيَاغَةَ مُعَادَلاتِ التنميةِ على نَحْوٍ يَتَجَاوَزُ المألوفَ. هذا التحوّلُ الجذريُّ لمْ يَعُدْ مُجَرَّدَ خُطَّةٍ، بلْ إرَادَةٌ فِعْلِيَّةٌ تَرْتَقِي بِمِعْيَارِ العَزْمِ فَوقَ كُلِّ التحدياتِ، وتَتَلَخَّصُ في رُؤْيَةٍ قِيَادِيَّةٍ وَاحِدَةٍ. هذهِ الحَرَكَةُ الشَّامِلةُ انْطَلَقَتْ بِتَوْجِيهٍ مُباشِرٍ مِنْ صاحبِ السموِّ الملكيِّ وليِّ العهدِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، جَاعِلاً منَ الإنجازِ المُتَسارِعِ سِمَةً مَنْهَجِيَّةً تَلْزَمُ كُلَّ مَنْظُومَةٍ إِدَارِيَّةٍ.
الدورُ الاستراتيجيُّ للدولةِ يَتَجَسَّدُ في تَمَاسُكِ رَكَائِزِهِا؛ فَهيَ تَجْمَعُ بينَ تَعْمِيقِ بُعْدِها الرُّوحيِّ بِمَشَارِيعَ تَنمَوِيَّةٍ مِثْلَ "بوابة الملك سلمان"، وبينَ تَصَدُّرِها لِفِعَالِيَّاتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ العَالَمِيَّةِ. لِهذا المَسْعَى الكَبِيرِ أَبْعَادٌ؛ إذْ يُؤَكِّدُ حِرْصَ القيادةِ على ألاَّ يَنْفَصِلَ التَقَدُّمُ التِّقْنِيُّ عَنْ ضَمَانَةِ الرِّيَادَةِ المَعْرِفِيَّةِ.
وَلِأَنَّ الأَعْمَالَ العظيمةَ المُطْلَقَةَ لا تَكْتَمِلُ إلاَّ بِقَوَاعِدَ ثَابِتَةٍ، فَإِنَّها تَفْتَرِضُ نِظَامَ حوكمةٍ يُثَبِّتُ اليَقينَ ويُؤَمِّنُ رسوخَ المنجزاتِ لدى كُلِّ مُسْتَثمِرٍ ومُوَاطِنٍ. الفِكرةُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ مُلاحَقَةِ التنميةِ، بلْ تَأصِيلُ مَنهَجِيَّتِها؛ فَيَكْمُنُ التحدّي في إثباتِ قُدْرَةِ الدولةِ على تَفْكِيكِ الجُمُودِ التشريعيِّ بِمُعَدَّلاتِ العَصْرِ. التمازجُ بينَ التَّيْسيرِ الإجرائيِّ (كالذي يُعزِّزُ وَصُولَ العَالَمِ إلى الحَرَمينِ) وبينَ التَّشَدُّدِ في الرَّقَابَةِ (كالذي يُثَبِّتُ أقدامَ التوطينِ النَّوْعِيِّ) هوَ جَوْهَرُ الرؤيةِ. تُشْرِفُ المَنْظُومَةُ على خَلْقِ بِيئَةٍ تُعَلِّي منْ شَأْنِ الاستحقاقِ وتُعَزِّزُ الأداءَ.
إِذَنْ، العَهدُ الذي تُرْسِّخُهُ القيادةُ يَتَمَحْوَرُ حولَ قِيمَتَيْنِ أَسَاسِيَّتَيْنِ: النزاهةُ كَمُحَرِّكٍ للتنميةِ، والمساءلةُ كَضَمَانٍ لِاسْتِدَامَةِ الزخمِ.