النهار
بقلم -اللواء م عبدالله ثابت العرابي الحارثي
في مكة المكرمة تتجسد الرؤية، ويُكتب التاريخ بلغة العطاء. ومن رحم هذا المكان المقدس وعمق رسالته، وُلد مشروع بوابة الملك سلمان، ليكون علامة فارقة في مسيرة التنمية السعودية التي جعلت من خدمة الحرمين الشريفين محورًا ثابتًا في سياساتها، ومن الإنسان غايةً لكل إنجاز.
ليست البوابة مجرد مشروع عمراني ضخم، بل هي تجسيد لفكر تنموي عميق يربط بين القداسة والعمران، وبين الماضي الأصيل والمستقبل الواعد.
تمتد على مساحة تتجاوز 12 مليون متر مربع، لتسهّل الوصول إلى المسجد الحرام عبر منظومة حديثة تجمع بين الراحة الجسدية والسكينة الروحية، وتحافظ في الوقت نفسه على الهوية الثقافية والمعمارية للمكان.
يستوقفك في تفاصيل المشروع ذلك التوازن الدقيق بين الأصالة والمعاصرة، وبين الرؤية الاقتصادية الطموحة والحس الإنساني العميق.
فقد حافظ المشروع على أكثر من 19 ألف متر مربع من المناطق التراثية والثقافية، ليبقى المكان شاهدًا على التاريخ، ويمنح في الوقت ذاته أكثر من 300 ألف فرصة عمل تسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتنمية الإنسان.
وتتجلى في هذا المشروع روح القيادة الرشيدة التي تنظر إلى مكة المكرمة بعين المسؤولية والقداسة معًا، وتجعل من ضيوف الرحمن أولوية قصوى، ومن التنمية وسيلة لخدمتهم وراحتهم. فكل حجر في هذه البوابة يحمل بصمة من فكر رؤية المملكة 2030 التي وضعت الإنسان في قلب التنمية، وجعلت من الوطن نموذجًا يحتذى في الجمع بين الحداثة والقيم.
إن بوابة الملك سلمان ليست مدخلًا عمرانيًا إلى مكة فحسب، بل بوابة فكرية وإنسانية إلى مستقبل أكثر إشراقًا.
هي عنوان للعطاء السعودي المتجدد، حيث يلتقي شرف المكان بعظمة الرسالة، وتتجسد التنمية في أبهى صورها: تنمية تُعلي قيمة الإنسان، وتُكرّس مجد الوطن، وتُجسّد مسؤولية المملكة تجاه العالم الإسلامي بأسره