النهار
بقلم - تركي عبدالرحمن البلادي
تواصل المملكة العربية السعودية ترسيخ مكانتها كواحدة من أسرع دول العالم تقدمًا في مجال التقنية والخدمات الذكية، بعد أن تجاوزت العديد من الدول الأوروبية في مؤشرات التحول الرقمي والابتكار الحكومي، وفق تقارير أممية ودولية حديثة.
منذ إطلاق رؤية 2030، اختارت المملكة مسار المستقبل بثقة، فحولت التقنية إلى ركيزة أساسية في التنمية والسيادة. اليوم، يعيش المواطن والمقيم تجربة خدمية متكاملة عبر تطبيقات مثل “أبشر” و“توكلنا” و“نفاذ”، التي جعلت التعامل مع الجهات الحكومية أكثر سرعة وشفافية وسهولة، وهو ما صنّف السعودية في مراكز متقدمة عالميًا من حيث نضج الخدمات الإلكترونية.
وفي المقابل، ما زالت بعض الدول الأوروبية مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا تواجه بطئًا في التحول الذكي وصعوبة في دمج أنظمتها الحكومية رقمياً، بينما استطاعت السعودية خلال فترة وجيزة أن تبني منظومة رقمية موحدة تتيح الربط بين مختلف القطاعات وتختصر الزمن والجهد للمواطن.
هذا التقدم لم يقتصر على الخدمات الحكومية، بل امتد إلى قطاعات التعليم والصحة والطاقة، حيث تم توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين الكفاءة التشغيلية، إلى جانب المدن الذكية مثل “نيوم” و“ذا لاين” التي تجسد رؤية المملكة في تقديم نموذج حضاري للحياة المستقبلية يعتمد على التقنية المستدامة.
التجربة السعودية اليوم تُعد مرجعًا إقليميًا في الإدارة التقنية الحديثة، إذ انتقلت من مرحلة “الاستهلاك الرقمي” إلى “الابتكار الرقمي”، لتصبح نموذجًا يُدرّس في المنتديات والمؤتمرات الدولية. هذا التحول السريع والفعال يعكس وضوح الرؤية وحسن الإدارة والتخطيط الاستراتيجي الذي تقوده قيادة جعلت من التقنية لغة التنمية الجديدة.
السعودية اليوم لا تنافس فقط على المراكز الأولى عربيًا، بل تخطو بثقة لتكون بين الدول العشر الأكثر تقدمًا في التحول الذكي عالميًا، وهو إنجاز يعكس أن الرؤية ليست حلمًا على الورق، بل واقعًا يصنعه الإصرار والإبداع السعودي.
معلومات عن الكاتب: صحفي وباحث تربوي