النهار
بقلم - فوز الرحيلي
كتب المنتخب السعودي فصلًا جديدًا من فصول الإنجاز الرياضي، بعد أن تأهل رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026 عقب تعادله السلبي مع المنتخب العراقي، مساء الثلاثاء، على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، في الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة الثانية في الملحق الآسيوي المؤهل للمونديال.
كانت المباراة حاسمة بكل تفاصيلها، فالأخضر دخل اللقاء بفرصتي الفوز أو التعادل لضمان التأهل، بينما لعب العراق بكل قوته أملًا في خطف البطاقة الأخيرة ومنذ الدقائق الأولى، ظهر التنظيم الدفاعي للمنتخب السعودي واضحًا، وسط أداء جماعي منضبط وروحٍ قتالية عالية، ترجمت رغبة الفريق في إنهاء التصفيات بشكل يليق باسم المملكة ومكانتها في القارة الآسيوية.
وبرز في اللقاء الثنائي الذهبي نواف العقيدي وحسان تمبكتي، اللذان شكّلا جدارًا صلبًا أمام الهجمات العراقية، "العقيدي" الحارس الشاب الذي أصبح رمزًا للثقة والهدوء، كان نجم المباراة الأول بلا منازع، حيث تصدّى ببراعة لعدة كرات خطيرة أبرزها تسديدة قوية في الدقيقة 92، كانت كفيلة بتغيير مصير التأهل لولا يقظته وردة فعله المذهلة التي أنقذت الأخضر وأبقت شباكه نظيفة حتى صافرة النهاية.
أما حسان تمبكتي، فكان هو القائد الحقيقي في خط الدفاع، يتحرك بثقة، يقطع الكرات في التوقيت المناسب، ويوجه زملاءه بانضباط عالٍ، ليمنح الدفاع السعودي صلابة نادرة لم تهتز طوال اللقاء.
هذا الأداء البطولي منح المنتخب السعودي نقطة التأهل الثمينة، إذ أنهى مجموعته في صدارة الترتيب برصيد خمس نقاط، متفوقًا على المنتخب العراقي بفارق الأهداف، ليضمن بذلك بطاقة العبور إلى المونديال دون الحاجة لأي سيناريوهات إضافية.
ويُعد هذا التأهل هو السابع في تاريخ المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم، بعد مشاركاته السابقة في نسخ 1994 و1998 و2002 و2006 و 2018 و2022، ليواصل الأخضر مسيرته التاريخية كأكثر المنتخبات العربية والآسيوية حضورًا في المونديال.
هذا الإنجاز الكبير جاء نتيجة عملٍ مؤسسي متكامل وباستراتيجية واضحة تواكب رؤية المملكة 2030، التي جعلت من الرياضة أحد أعمدة القوة الوطنية الناعمة كما يعكس التأهل ثمار الاستثمار في الكوادر الوطنية، حيث ظهر جيل جديد من اللاعبين يمتلك العقلية الاحترافية والطموح العالي للمنافسة عالميًا.
المباراة كانت تكتيكية بامتياز، ركّز فيها المدرب على الانضباط الدفاعي وإغلاق المساحات، وعلى الرغم من أن النتيجة انتهت بالتعادل، إلا أن الأداء كان كافيًا ليمنح الأخضر تذكرة المرور المستحقة إلى البطولة الأضخم عالميًا، التي ستقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صيف عام 2026.
بهذا التأهل، يؤكد المنتخب السعودي أنه حاضرٌ دومًا في المشهد العالمي، وأن الكرة السعودية تعيش عصرها الذهبي بدعمٍ غير محدود من القيادة الرشيدة التي جعلت من الرياضة بوابة للريادة والتميّز. فبين تصديات العقيدي وصلابة تمبكتي وروح الفرج والدوسري، كتب الأخضر ملحمة جديدة عنوانها: “هنا السعودية.. هنا المجد”