النهار

١١ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ١١ اكتوبر-٢٠٢٥       5940

بقلم - سلمان المشلحي

بين العالم البروفسور  عمر ياغي  وأمير الشعراء أحمد شوقي، تتقاطع مسافات الزمن عند بيتٍ خالدٍ قال فيه شوقي:


العِلمُ يرفعُ بيتًا لا عِمادَ لهُ... والجهلُ يهدمُ بيتَ العزِّ والشرفِ.


بيتٌ يلخص فلسفة الحياة، فالعلم هو الركيزة التي تُبنى عليها الحضارات، وهو السلاح الذي يفتح آفاق المجد دون ضجيج، ولم يكن الجدل الذي أُثير حول جنسية العالم  عمر ياغي  سوى دليلٍ على أن الإنجاز لا وطن له، وأن الأوطان تتشرف بأبنائها حين يرفعون راية المعرفة فوق حدود الجغرافيا.

ياغي، الذي نال قبل أيام جائزة نوبل في الكيمياء، لم يكتفِ بأن يكون اسمًا على لائحة الفائزين، بل أصبح رمزًا لما يمكن أن يصنعه الإصرار والعلم والعمل، لقد أعاد إلى الذاكرة أهمية العقل العربي حين يُستثمر في بيئة تُكرّم العلم وتحتضن الإبداع.

ولعل ما فعله ياغي يُذكّرنا بما فعلته اليابان بعد هزيمتها في الحرب؛ إذ لم تنهض بالسلاح، بل بالعلم والعمل والإخلاص، فصنعت من رماد الهزيمة منارةً للتفوق.

إن الأمم لا تتقدم بالشعارات، بل بالبحث والمعرفة والعطاء، فشكرًا لك يا ياغي، لأنك أيقظت فينا الإيمان بأن العِلم هو المعركة الحقيقية التي يجب أن نخوضها، وأن المجد لا يُورث، بل يُكتسب بالفكر والجهد والإنجاز.