الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٢:٤٧ م-٠٨ اكتوبر-٢٠٢٥       5115

بقلم - جمعان الكرت 
لم يكتب زميلُنا الإعلامي الراحل، الأستاذ  سعيد بن عبدالله الزهراني  -رحمه الله- من أجل مجدٍ شخصي أو مصلحةٍ تعود عليه، بل كان صادقًا مع نفسه، أمينًا مع مجتمعه، نقيَّ السريرة، نزيهَ القلم.
كتب بما يحمله من أمانة الكلمة وصدق المشاعر، فكان صحفيًا مخلصًا، مارس مهنة الصحافة في صحيفة “المدينة”، وكان -كما أعرف- اسمه يتصدر الصفحة الأولى باستمرار، نظرًا لأهمية الأخبار التي ينفرد بها، وقدرته الفائقة على الوصول إلى المعلومة بدقّة واحتراف، بفضل حسه الصحفي الرفيع وعمله الدؤوب.
كان يكتب من أجل الوطن، ومن أجل مجتمعه، بنزاهة وشفافية، لا يسعى إلا للحقيقة، ولا ينشد إلا المصلحة العامة. لم يخالف ما يكتبه يومًا أنظمة الدولة أو توجهها، بل كان قلمه متناغمًا مع المسؤولية المجتمعية، منسجمًا مع ثوابت الوطن وقيمه.
كتب كثيرًا، وتعرض -للأسف- لبعض من لا يقدّرون الكلمة، ولا يعرفون قيمة الصدق، فرشقوه بألفاظ نابية. لكنه، رحمه الله، كان كبيرًا بأخلاقه، مترفعًا كالنبلاء، لا يردّ الإساءة بمثلها، بل يتسامى عنها.
ثم داهمه المرض قبل أيام، وأُدخل العناية المركزة إثر جلطة أصابته، ومع الأسف الشديد، لم يُدرِك بعض صغار النفوس وقليلي المعرفة أن المرض رحمةٌ من الخالق عز وجل، وأن الأعمار بيد الله، يطيل ما يشاء منها ويقصر ما يشاء، لا اعتراض على حكمه، ولا رادّ لقضائه.
وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.. ‏