بقلم - غازي العوني

لقد عاشت مدينة العلا أيامًا من تجمعٍ عالميٍّ يستهدف الارتقاء نحو قممٍ عالية من مستقبلٍ مشرق، يرتقي بالإنسانية المشتركة التي تحقق أمنًا عالميًا من التعاون الإنساني الذي ما زال بحاجة إلى إعادة بناء المبادئ والقيم على أسسٍ عصرية تقوم على مفاهيم من الاعتدال الفكري الناتج من التجارب السابقة، من رحلة مؤتمر ميونيخ للأمن عبر عقودٍ من القرن الماضي، حيث كان الهدف المشترك البحث عن معالجة السلبيات وسد الثغرات وتطوير الإيجابيات في بناء فكرٍ عالميٍّ يحقق الأمن الإنساني الذي هو مفتاح السلام والبناء والتنمية للأمم المتحدة في ظل ظروفٍ عالميةٍ متبعثرة ومتغيرات كثيرة نتيجة الخلل في مفاهيم عالمية تحتاج إلى فكرٍ عصريٍّ وبناءٍ متجدد يقوم على سد الفراغ الفكري الذي أوجد ثغراتٍ خطيرة تهدد حاضر ومستقبل الأمن العالمي.

فلقد انطلق العالم من بعد مؤتمر العلا للأمن العالمي يحمل أفكارًا متجددة ورؤيةً عميقةً متجذّرةً في حضارة الإنسانية التي تحمل مستقبلًا عصريًا من القرن الواحد والعشرين، يعيد للإنسانية ضمائرها، وللحضارة مسيرتها إلى حيث قممٍ عاليةٍ من العلم والمعرفة والبناء والتنمية والعلاقات الإنسانية البنّاءة التي تقوم على بناء جوهر المصالح العليا المشتركة بين المجتمع الإنساني من أجل عالمٍ يعيش الأمن والسلام.

فلقد أشرقت شمسٌ من الفكر العصري في التاريخ الحضاري عبر مدينةٍ تحمل إرثًا عظيمًا من أعماق التراث ودروسًا خالدة من ذلك التاريخ الإنساني، ورؤيةً سعوديةً أصيلةً تقود إلى البناء والازدهار كنموذجٍ حضاريٍّ في القرن الواحد والعشرين.