النهار
بقلم - جمعان الكرت
نُهدي معلمينا ومعلماتنا أسمى آيات التقدير، وأصدق عبارات الامتنان، ونبارك لهم هذا التكريم العالمي الذي يحظون به من مختلف شعوب الأرض، فما تخصيص يومٍ لهم على مستوى كل دول العالم إلا دليل إجلال، وعنوان عرفان، وتكريم لدورهم المحوري في بناء الإنسان وصياغة الأوطان.
فالمعلّم هو فارس الميدان التربوي، ومهندس العقول، وباني الحضارات، يُؤدي رسالته النبيلة بإتقان ووعي، يُجوِّد طرائق تدريسه، ويُحسن اختيار الوسائل التي تُفعّل دور الطالب وتُنمّي تفكيره، ليكون محورًا فاعلًا في العملية التعليمية، لا متلقِّيًا سلبيًا.
هو المدير الحكيم للصف، والمُتواصل الفعّال مع زملائه وأولياء الأمور والمجتمع، يواكب مستجدات العصر، ويُوظّف التقنيات الحديثة بعناية، يُنمّي ثقافته، ويُتابع النظريات التربوية والنفسية بذكاء واهتمام، ويُبدع في تهيئة بيئة صفية آمنة ومحفّزة، يفيض وجهه بالبِشر، ويشيع في محيطه روح التفاؤل، ويغرس في نفوس طلابه الأمل والطموح.
ويظل المعلم النابه هو القائد الطليعي في ميدان التجديد، يستوعب متغيرات الحياة، ويحافظ على دوره التوجيهي والتربوي، يُحفّز طلابه، ويُيسّر لهم سُبل التعلّم الذاتي، ويُشركهم في حل المشكلات، ويُنمّي فيهم مهارات التفكير الناقد والتأملي.
إنه لا يكتفي بنقل المعرفة، بل يُساعد طلابه على تفسيرها، وتوليدها، وتوظيفها في حياتهم، مستثمرًا خبراتهم، وباحثًا معهم عن مصادرها، متفاعلًا بإيجابية مع زملائه، مؤمنًا برسالته، وفيًّا لوطنه.
وفي زمنٍ بات الوصول إلى المعلومة ميسورًا بفضل التقنية الحديثة، تبقى الحاجة ماسّة إلى من يُحسن توظيف المعرفة، ويمتلك أدواتها، ويُسهم في تحويلها إلى طاقات بشرية مُبدعة.
وأنتم - يا معلمينا الأفاضل - صُنّاع هذا المورد البشري الثمين، وركائز نهضة الوطن، وعنوان مجده وسموّه. فلكم منّا باقات من الودّ، وأكاليل من الورد، وعميق المحبة والامتنان، لما تبذلونه من جهد، وتقدّمونه من عطاء
ولا يكتمل بهاء الرسالة التعليمية إلا بتضافر الجهود من حول المعلم؛ فالمجتمع الواعي هو السند، والبيت المتفهم هو الداعم، والطالب النبيل هو الشريك في رحلة النماء.
فيا طلابنا الأعزاء، أنتم الثمرة والغاية، وأنتم الأمل المُعقود على جبين الغد، فاحفظوا لمعلمكم مكانته، واستضيئوا بهديه، وانهلوا من علمه، وكونوا له عونًا في درب البناء.
ويا أولياء الأمور والمجتمع الكريم، إن دعمكم للمعلم ووقوفكم بجانبه هو وقوف مع الوطن نفسه، فكل كلمة طيبة، وكل تقدير صادق، وكل بيئة حاضنة تُمثّل لبنة في صرح النهضة التي نبنيها معًا.
فالتحية لكل من آمن بدور المعلم، وشارك في صناعة بيئة تعليمية ملهمة، وساهم في تيسير طريق النور الذي يمضي فيه أبناؤنا نحو مستقبل مشرق…