

بقلم- شموخ نهار الحربي
في زحمة الحياة اليومية وتحدياتها الكثيرة، نجد أن الفرح هو ذلك الشعور الساحر الذي يمنحنا طاقة جديدة لنستمر بابتسامة ونظرة متفائلة، الفرح ليس مجرد لحظة عابرة، بل هو شعور عميق ينبع من داخلنا، يجعلنا نرى العالم بألوان أجمل، ويحول الأيام العادية إلى لحظات لا تُنسى، هو الضوء الذي ينير دروبنا حتى في أحلك الظروف، ويذكرنا بأن الحياة تستحق أن نعيشها بحب وسعادة.
لا يقتصر الفرح على المناسبات الكبيرة أو اللحظات الخاصة فقط، بل يمكننا أن نجد فرحنا في أبسط الأشياء وأصغر التفاصيل، ابتسامة طفل يلعب في الحديقة، عناق دافئ من شخص نحبه، كلمة طيبة من صديق عزيز، أو حتى لحظة هدوء نستمتع فيها بصمت الطبيعة، هذه اللحظات الصغيرة تزرع في قلوبنا بذور السعادة التي تنمو مع كل يوم جديد.
الفرح الحقيقي هو الذي ينبع من داخلنا، وليس من الظروف الخارجية فقط، حين نعتاد أن نبحث عن الأشياء الجميلة في حياتنا، حتى لو كانت بسيطة، نكتشف أن السعادة ليست هدفًا بعيد المنال، بل هي حالة ذهنية نعيشها كلما سمحنا لأنفسنا بالتقدير والشكر، الامتنان على ما نملك يجعل قلوبنا أكثر إشراقًا وفرحًا، ويجعلنا نواجه التحديات بروح أقوى.
الأمر الأكثر روعة في الفرح هو أنه يزداد عندما نشاركه مع الآخرين، السعادة التي نشعر بها تتضاعف حين نراها في عيون من نحب، ونشعر بأننا جزء من قصة حب وسعادة أكبر، لذلك، لا تبخل على من حولك بابتسامة أو كلمة طيبة، لأن هذا الفعل البسيط قد يكون سببًا في زرع فرحة لا تنسى في حياتهم، أحيانًا، مجرد اهتمام بسيط أو كلمة طيبة يمكنها أن تغير يوم شخص ما بالكامل.
الفرح أيضًا هو الحافز الذي يدفعنا للنجاح والتطور، عندما نشعر بالسعادة والرضا، نكون أكثر قدرة على مواجهة الصعاب وتحقيق الأحلام، الفرح يعطينا قوة داخلية تساعدنا على الإصرار وعدم الاستسلام، فهو ليس مجرد شعور بل هو أسلوب حياة يمكننا اختياره، ولذا، علينا أن نحرص على خلق بيئة مليئة بالحب والدعم، سواء لأنفسنا أو لمن حولنا، لأن ذلك هو الطريق نحو حياة متوازنة وسعيدة.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن الفرح ليس حلمًا بعيدًا، بل هو اختيار نملكه نحن، يمكننا أن نقرر أن نعيش كل يوم بلحظاته الجميلة، أن نبتسم رغم الصعوبات، وأن نزرع الفرح في قلوبنا وقلوب الآخرين، عندما نحتضن الفرح، نمنح حياتنا معنى أعمق ونفتح أبواب السعادة الحقيقية التي تدوم.
فلتجعل لحظات الفرح رفيق دربك، ولا تنسى أن تشكر كل يوم على النعم الصغيرة التي تحيط بك، لأن في تلك اللحظات تكمن قوة السعادة الحقيقية التي تضيء حياتنا وتجعلها تستحق أن تُعاش بكل حب وفرح.
وللحقيقة، لحظات الفرح بقدوم عيد الأضحى المبارك سر كتابتي لهذا الكلام، فكل عيد يذكرني بجميل الحياة وبأن السعادة الحقيقية تكمن في مشاركة الفرح مع من نحب، وفي تقدير اللحظة التي نعيشها بكل صدق وامتنان.