بقلم - عبد السلام القراي
هل أُصبنا ( بعمى الألوان ).. مسيرة الألوان تمضي رغم عثراتها وتأثيرها الواضح على حياتنا، ونحن نتفرج ويُوجد بيننا من ( ركب الموجة ) دون تمييز
احمرار طابعه ( الثورية والتنظير )،اخضرار يُوافق ( الفطرة ) لكن الخُضرة تحولت إلى ( يباس ).
رغم أنها أي الخُضرة تكسي، وتُزيّن ربوع البلاد ألوان وتوجهات ما بين حقيقي ومزيف
والمصيبة أننا فشلنا في عمليتي
( التمييز والتقييم )، إنها العاطفة ( والتبعية ) العمياء.
في فترة من فترات الحكم حدث ( اختلاط في الألوان )، قادة الأخضر زرعوا كوادرهم في تنظيم الحُمر قد يعتبرها البعض وسيلة جبانة لتحقيق الأهداف
برضاهم أي الخُضُر دخل الحُمُر في أجسام التنظيم الأخضر
الطبيعي أن تكون الغلبة للاخضرار، لكن المحصلة فاحت روائح أزكمت الأنوف.
أقوال وأفعال حمراء خالفت الفطرة، سكت الخُضُر لتضيع القضية والتوجه لتجئ صدمة الغلابة كبيرة.
التوجهات الخضراء لم تنزل لأرض الواقع، ولا الشعارات الاقتصادية كذلك، لا أكلنا من ما زرعنا، ولا لبسنا من ما صنعنا، تشابكت الخيوط، لتصعب الحلول.
والتفكير الجديد للخُضُرالتخلص من كل الألوان مهما كلّف الأمر
حتى إذا استدعى الأمر استخدام القوة
تطاول الحُمُر جعل الخُضُر يُسرِعون في تنفيذ المخططات
لا يهم من بدأ الحرب.
وما يهمنا كغلابة أن مسببات الحرب قد توفرت تهديد ووعيد أحمر، يقابله استعداد أخضر لإفشال ( المغامرة الحمراء )
وتشتعل النيران في قلب الخرطوم!.
ونحن كالعادة نتفرج ونتساءل بكل غباء ( في شنو ).
المحصلة دمار وخراب
قتل وتشريد ونهب الممتلكات، وإغتصاب الحرائر، ألوان متنافرة تختلط وتُفرز حسب المعطيات والمصالح، والنتيجة يتآكل الوطن.
هذه المرة من وسطه، لأن أطرافه ظلت مشتعلة منذ سنوات
الجديد في الحرب الحشد والحشد المضاد والتصفية والانتقام.
أصدقاء الأمس أعداء اليوم، والشعب السوداني دائما الضحية.
المد الأخضر بدا واضحا
تمهيدا للعودة، الشعب السوداني الممكون وصابر لا يملك القرار، ومع ذلك الجماعة الخُضُر ( يتحدون ).
من يتحدى هو من يملك رصيدا يشفع له بالعودة مجددا لسدة الحكم.
إحمرار يمتطي صهوة جواد ( أعرج )، تنظيرا وثورية
واخضرار يصر على وضع العربة أمام الحصان.
عناد أضاع البلاد والعباد
والمستقبل لا يُبشِر بخير
ما دام روح التحدي والتميز متوفرة.
للاسف التميز انتج الخراب
نتعشم أن يستفيد القادة الخُضّر من تجاربهم السابقة وأخطائهم المتكررة وما أكثرها
ما يفقع المرارة ويُوجِع القلب (
فورة التُبع ) والمنقادون الذين يجعجعون بلا فكر.
ألغوا عقولهم فقدوا المنطق
لا يرون من ألوان الحياة إلا لون واحد، لكن محصلة هذا اللون لا تفرق معهم كثيرا رغم تأثرهم بالمعاناة، والوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه البلاد من قبل الحرب وبعدها
أنهم بكل اسف ( إمعات مرفوعة للقوة ٣ )، دمتم سالمين بصحة وعافية.