النهار
بقلم: هويدا المرشود
تعيش الصحافة السعودية في عصر الرقمنة تحولًا جذريًا يتماشى مع التغيرات العالمية السريعة في طريقة استهلاك المعلومات. ومع رؤية المملكة 2030 تبرز أهمية تطوير الإعلام والصحافة الرقمية كجزء أساسي من استراتيجية التحول الوطني.
هذا التحول لا يقتصر فقط على تكنولوجيا المعلومات، بل يمتد إلى إعادة تصور كيفية تقديم الأخبار والمعلومات للجمهور، والتحول الرقمي في الصحافة مع دخول التكنولوجيا الحديثة، تغيّرت ملامح الصحافة التقليدية، وأصبحت الصحافة الرقمية وسيلة فعالة للوصول إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعًا.
ووسائل الإعلام الآن ليست محصورة في الصحف والمجلات، بل تشمل مجموعة واسعة من المنصات مثل المواقع الإلكترونية، المدونات، وسائل التواصل الاجتماعي، والبودكاست. هذا التنوع يتيح للصحفيين نشر المحتوى بطرق أكثر إبداعًا، مما يسهل تفاعل الجمهور مع المحتوى.
وتستند رؤية 2030 إلى مجموعة من الأهداف الطموحة لتعزيز الإعلام والصحافة، وتشمل التالي:
- تطوير المحتوى: رؤية 2030 تهدف إلى إنشاء محتوى إعلامي متنوع يلبي احتياجات المجتمع السعودي. ويشمل ذلك تعزيز القضايا الثقافية والاجتماعية، وتعزيز الحوار المجتمعي من خلال محتوى يعكس ثقافات المملكة المتعددة.
- رفع مستوى الوعي: أحد الأهداف الرئيسية هو تعزيز الوعي الإعلامي بين المواطنين. وهذا يتطلب توفير التعليم المناسب حول كيفية استهلاك الأخبار والمعلومات، مما يساهم في تكوين رأي عام واعٍ ومستنير.
- تحسين جودة الصحافة: يتطلب النجاح في البيئة الرقمية دعم المؤسسات الإعلامية لتبني معايير عالية في المهنية والمصداقية.
-
ويجب أن تكون هناك آليات واضحة للتحقق من المعلومات، وتوجيه الصحفيين نحو الالتزام بأخلاقيات المهنة، الا ان هناك بعض التحديات التي قد تواجه الصحافة الرقمية رغم الفرص الكبيرة التي توفرها الصحافة الرقمية، وهناك تحديات متعددة ونذكر منها التالي:
- المنافسة: مع زيادة عدد المنصات الرقمية، يواجه الصحفيون منافسة شديدة لتقديم محتوى مميز وجذاب. يجب عليهم الابتكار والتكيف مع احتياجات الجمهور المتغيرة.
-
- المصداقية: في عصر المعلومات الزائفة، يجب على الصحفيين التأكد من صحة المعلومات وتجنب الشائعات. يتطلب ذلك معايير صارمة للبحث والتحقق، بالإضافة إلى الالتزام بأخلاقيات المهنة.
- التحول التكنولوجي: يتطلب النجاح في مجال الصحافة الرقمية مهارات تقنية جديدة، مما يستدعي تدريبًا مستمرًا للعاملين في المجال.، ويجب أن تكون هناك برامج تعليمية وتدريبية لدعم الصحفيين في اكتساب المهارات الرقمية اللازمة.
- الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا: تعتبر الصحافة الرقمية أحد أعمدة الإعلام الحديث، وبتوجيهات رؤية 2030، يتاح لها فرصة كبيرة للنمو والتطور. من خلال الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا، يمكن للمملكة أن تؤسس لصحافة رقمية قوية تعكس تطلعات المجتمع وتساهم في بناء وطن مستدام ومزدهر، على سبيل المثال، يمكن تطوير برامج أكاديمية متخصصة في الصحافة الرقمية، تركز على تعليم المهارات التقنية والإبداعية، إلى جانب الأخلاقيات المهنية. كما يمكن تشجيع التعاون بين المؤسسات الأكاديمية ووسائل الإعلام لتبادل المعرفة والخبرات.
أن تأثير الصحافة الرقمية على المجتمع وفي ظل التحول إلى الصحافة الرقمية لا يغير فقط طريقة استهلاك الأخبار، بل يؤثر أيضًا على كيفية تشكيل الرأي العام، حيث تتيح المنصات الرقمية للجمهور التعبير عن آرائهم ومشاركة تجاربهم، مما يعزز من التفاعل بين وسائل الإعلام والمجتمع. هذه الديناميكية الجديدة يمكن أن تساعد في تعزيز ثقافة الحوار، وفي خلاصة مقالنا يمثل التحول من الصحافة التقليدية إلى الرقمية فرصة تاريخية للمملكة العربية السعودية. مع الالتزام بتحقيق أهداف رؤية 2030 يمكن أن تكون الصحافة الرقمية قوة دافعة للنمو الاجتماعي والاقتصادي، ومن خلال التركيز على الجودة، والابتكار، والتعليم، يمكن للمملكة أن تبرز كقوة رائدة في مجال الإعلام الرقمي، مما يعكس تطلعات المجتمع السعودي ويساهم في بناء مستقبل مستدام ومزدهر.