الكاتب : محمد سعيد الحارثي
التاريخ: ٠٥ اكتوبر-٢٠٢٣       40095

الترجمة هي من أهم الأدوات لمد الجسور بين الثقافات في هذا العالم الفسيح المتنوع وهي نافذة للشعوب لتطل من خلالها على ثقافات الأخرين ولاشك بأن  الترجمة  تحديداً في مشهدنا الثقافي لا تقارن بدول سبقتنا في هذا المجال بعشرات السنين منذ بدايات القرن الماضي مثل مصر ولبنان لانفتاحهما على الثقافات ربما لأن هذين البلدين الأنشط في هذا المجال لوجود أدباء وشعراء ومفكرين من القدماء من القامات التي أوجدت لها بصمة في الثقافة العربية من خلال غزارة إنتاجها الثقافي والأدبي إضافة لإجادتها للغات أجنبية خصوصا اللغتين الإنجليزية والفرنسية نتيجةً للحركة الثقافية المزدهرة لهاتين اللغتين.

فنجد مثلا الشاعر المصري الكبير حافظ إبراهيم والذي يجيد اللغة الفرنسية هو أول من قام بترجمة "رواية البؤساء" للعربية بمجهود ذاتي منه والتي نشرها في عام 1903م وهي للأديب الفرنسي فيكتور هوجو كذلك يجب أن ننوه بأن الشاعر والصحفي اللبناني نجيب حداد هو أول من ترجم في الأدب من الإنجليزية للعربية حين قام بترجمة قصص "روميو وجولييت" للأديب الإنجليزي وليام شكسبير قبل وفاته في عام 1899م.

بينما نجد  الترجمة  لدينا نشطت خلال الثلاثة عقود من القرن الماضي وكانت هناك جهود ملموسة من المشتغلين على  الترجمة  لأسماء بارزة في مشهدنا الثقافي كالدكتور الأكاديمي سعد البازعي والأستاذ خالد اليوسف ونشطت  الترجمة  أكثر لدينا مع مطلع الألفية الجديدة بجهود كبيرة من وزارة الثقافة والذي يقودها بكل جدارة وبحراكها الثقافي الغير مسبوق لدينا وزيرها المتألق صاحب السمو الأمير بدر بن فرحان وتتمثل في هيئة الأدب والنشر والترجمة.

وفي ظل هذا الانفتاح الثقافي الذي أوجد مناخ لشباب هذا الوطن من الجنسين لأن يلتحقوا بتخصصات دقيقة متنوعة ومنهم الذين تخصصوا في اللغة الإنجليزية ومنها  الترجمة  ليسهموا في ازدهار  الترجمة  لدينا سواء من خلال عملهم الأكاديمي بقاعات الجامعات السعودية أو في حقل الثقافة والأدب في ترجمة الأعمال الأدبية.

يسعد صحيفة النهار السعودية بهذه المناسبة أن تستضيف الدكتورة  دعاء صيرفي، وهي من الأكاديميات السعوديات الشابات الطموحات المتميزات في تخصصها لنطرح عليها أسئلتنا عن أهمية  الترجمة  في الثقافات المختلفة وتحديدا في الثقافة العربية وهل تعتبر  الترجمة  رافد مهم في الأدب والشعر وغيرها من الأسئلة والدكتورة دعاء هي في حقيقة الأمر تسهم بتخصصها في هذا المجال من خلال عملها بمركز اللغة الإنجليزية بجامعة أم القرى من أجل أن تتحقق الفائدة والقيمة العلمية والمعرفية للمتلقي وبسيرتها الذاتية المميزة.

ويسرنا أن نلقي الضوء عليها فهي بداية نالت الشهادة الجامعية من جامعة أم القرى من قسم اللغة الإنجليزية وواصلت مسيرتها العلمية حين ابتعاثها إلى المملكة المتحدة (بريطانيا) لتحصل على درجة الماجستير في  الترجمة  بين اللغتين العربية والإنجليزية والدكتوراه في  الترجمة  وكان تخصصها الدقيق هو:  الترجمة  الأدبية المسرحية من جامعة ليدز ببريطانيا عام 2019 وعملها الأكاديمي بمركز اللغة الإنجليزية بجامعة أم القرى وتلقي فيه محاضراتها العلمية.

وكذلك تساهم بالتعاون مع المركز بالبرامج الذي ينفذها في تخصصها في إلقاء المحاضرات عن أهمية  الترجمة  بصفة عامة بين الثقافات المتنوعة للشعوب وعن إيجابياتها في الثقافة العربية، وكذلك ساهمت في إلقاء محاضرة عن  الترجمة  ما بين اللغتين بملتقى المهنة والابتكار الذي نفذته جامعة أم القرى في شهر يونيو الماضي فوجدت محاضرتها إقبال كبير من الجمهور الحاضر لهذا الملتقى والدكتورة دعاء تدرك أهمية نقل المعرفة والعلوم بين الشعوب كذلك أهمية الدور الذي تؤديه  الترجمة  في التقارب والإثراء الثقافي بين الشعوب.

وإليكم نص الحوار الذي أجرته الأكاديمية والمتخصصة في مجال  الترجمة  الدكتورة دعاء صيرفي مع صحيفة النهار السعودية 

1- بداية كيف ترين نفسك في هذا التخصص لاسيما من وجهة نظري أرى بأن  الترجمة  عمل شاق ومرهق هذا ما يبدو لي؟

- بالفعل،  الترجمة  عمل شاق ويحتاج للكثير من الوقت والبحث سواء في موضوع ومجال النص المراد ترجمته، أو في القواميس أحادية وثنائية اللغة لإيجاد الكلمة الأنسب في نقل المعنى، أو في المحافظة على أسلوب النص الأصلي ومحاولة ترك نفس أثره على قرّاءه الأصليين بعد قراءته من قبل قرّاء النص المترجم.

- بالنسبة لي  الترجمة  ممتعة جداً خصوصاً لكوني متخصصة في اللغة الانجليزية أي على معرفة بقواعدها، ونحوها، وتراكيبها ما يجعلك لا إرادياً تقارن طرق التعبير المختلفة بين اللغتين، تندهش من التشابه ومن الاختلاف على نحو سواء، وتظهر هذه المتعة واضحة في الحياة اليومية عندما تلمح الأخطاء في  الترجمة  عندما تتابع فيلمك أو مسلسلك المفضل، أو حتى عندما تنبهر باختيارات المترجم، أو عندما ترى اللافتات أو الاعلانات التجارية المترجمة وأنت في الشارع أو في السوق.

2- هل في العالم العربي نعيش أزمة ترجمة في شتى العلوم؟

- أرى أن هناك افتقار وعوز شديد لترجمة الكتب والمقالات التخصصية إلى اللغة العربية لأهميتها القصوى في التعليم الجامعي، ناهيك عن أهميتها للباحثين من طلاب وطالبات الدراسات العليا أو حتى أعضاء هيئة التدريس وغيرهم في شتى التخصصات، فأنا شخصياً أتلقى في العام الواحد أكثر من طلب لترجمة أو شرح أو اختصار لمقالة علمية أو فصل في كتاب مكتوبة باللغة الإنجليزية لأحد الأقرباء أو الأصدقاء من الباحثين والذين في الأغلب ما يلجؤون إلى مترجمين أو مكاتب ترجمة ليست كلها للأسف تتسم بالاحترافية في الترجمة.

3- هناك من يقول بأن  الترجمة  في العالم العربي ما قبل منتصف القرن العشرين أنشط منها في وقتنا الراهن؟

- في الحقيقة  الترجمة  الحديثة بدأت تظهر بشكل ملحوظ منذ القرن التاسع عشر ونشطت في القرن العشرين على أيدي المتعلمين والمثقفين العرب وخصوصاً في مصر ولبنان أمثال: محمد عثمان جلال، ورفاعة الطهطاوي، وجبران خليل جبران، وميخائيل نعيمة، ويعقوب صنّوع، ومصطفى لطفي المنفلوطي، ومحمد تيمور، - وحافظ إبراهيم وغيرهم، وذلك لمعرفتهم بلغات أجنبية نتيجة اختلاطهم بأهلها خلال فترة الاستعمار أو الدراسة بالخارج أو الهجرة، والتي لا تخرج عن كونها اجتهادات فردية.

- ولكننا نرى أن  الترجمة  لاحقاً ازدهرت ونمت تحت رعاية الدولة كما حدث في مصر في ستينات القرن الماضي من رعاية الدولة لنشاط  الترجمة  وتأسيس عدد من المؤسسات الراعية للترجمة والمترجمين كتلك التابعة لوزارة الثقافة المصرية كالمجلس الأعلى للثقافة، والمجلس القومي للترجمة وغيرها، ولو أخذنا ترجمات أعمال المسرحي الايرلندي جورج برنارد شو كمثال - بما أنني متخصصة في هذا المجال – فإننا نجد أن عدد الترجمات المنشورة قد ارتفع في هذا العقد بنسبة 80% مقارنة بالعقد الذي يسبقه.

- وهنا نقول هل كانت  الترجمة  أنشط مما هي عليه الآن حقاً؟ لا أعتقد، ولكن الذي اختلف هو طبيعتها وطبيعة المشتغلين بها، فالمترجمون السابقون كانوا كاتبون وباحثون ومثقفون يختارون النصوص التي يترجمونها من مجال اهتماماتهم، ولكنها الآن أصبحت مهنة تزاول في الأغلب كمصدر للدخل، وفي رأيي أصبحت مؤسسية بشكل أكبر مما كانت عليه فيما مضى فهي تتبع سياسات دور النشر التابعة لها، ولا ننسى دخول أنواع جديدة من  الترجمة  إلى الساحة كترجمة المحتويات السمعية والمرئية والتي تشغل حيزاً كبيراً من  الترجمة  هذه الأيام.

4- هل تعتبر  الترجمة  الأدبية في العالم العربي قد حققت المأمول منها؟

- أولاّ تحظى ترجمة الأعمال الأدبية حيزاّ كبيراّ مما يُترجم إلى العربية، ويشمل ذلك كل ألوان الأدب من قصص، وروايات، ومسرحيات، وربما النصيب الأقل يعود للشعر، فلو تتّبعنا حركة  الترجمة  الأدبية منذ بداية توجه الجهود نحو هذه الألوان الجديدة على الأدب العربي فإننا نجد أنفسنا أمام عدد لا يُستهان به من الترجمات، وتأتي في مقدمة الدول العربية مصر، ثم لبنان، ومن ثم دول أخرى كالعراق، والكويت، وسوريا، والمملكة العربية السعودية، وغيرها.

- وهناك مسألة أخرى يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار فيما يخص  الترجمة  الأدبية ألا وهي استراتيجية  الترجمة  المتّبعة، فقد وطّنت معظم الترجمات الأولى النصوص الأصلية بما يتناسب ولغتنا العربية وثقافتنا العربية الإسلامية حتى أننا لنجد التزام المترجم بالسجع مثلما فعل المترجم أحمد غلوش في ترجمته لعبارة في مسرحية (سيدان من فيرونا) وهي إحدى مسرحيات شكسبير "سأذكرك ما تلوت أحب كتب الحب والغرام، داعياً لك بالتوفيق وبلوغ المرام"، أو كثرة التنّاص من القرآن الكريم مثل ترجمة إبراهيم رمزي لعبارة في مسرحية (قيصر وكليوباترا) لجورج برنارد شو إلى" فهل ترى الأرض من تحتنا تمور؟"، أو حتى تغيير النهايات المأساوية إلى نهايات سعيدة أو على الأقل أقل مأساوية كنهاية مسرحية (هاملت) لوليام شكسبير والتي أنهاها المترجم طانيوس عبده بقيادة شبح الملك لهاملت إلى العرش وتنصيبه ملكاً بدلاً من موته.

- ثم بعد ذلك بدأت تتحول إلى التغريب والترجمة الحرفية مع تقدم الزمن والذي قد يكون نتيجة لازدياد الدراسين في أقسام الآداب في الجامعات العربية حيث دعت الحاجة إلى هذا النوع من الترجمة، ولكن أرى ضرورة الاعتدال بين الاستراتيجيتين فلا إفراط ولا تفريط، فلا نريد نصوصاً خرجت تماماً عن ثقافتها الأصلية، ولا نصوصاً التزمت بترجمة النص كلمة بكلمة مما يُفقدها الجمال اللغوي والبلاغي فلا يتحقق الامتاع الفني عند القارئ.

5- لا أعلم بأن خدمتك دكتوره دعاء بالعمل الأكاديمي بالجامعة قصير بحكم تاريخ حصولك على درجة الدكتوراه ربما لا يتجاوز الأربع سنوات ولكن هناك سؤال يتبادر لذهني هو ماذا عن نشاطك في الترجمة؟ وهل قمتي بنوع من هذا النشاط على نطاق الجامعة او مع غيرها؟

- لم تسنح لي الفرصة بعد لمزاولة الترجمة، وهي في الحقيقة حلم كل أكاديمي متخصص في الترجمة، وذلك لانشغالي في العمل الأكاديمي والتدريس، ولكن قمت بالطبع بترجمة بعض النصوص بين اللغتين العربية والانجليزية، و بتدقيق بعض الترجمات، ولكن كلها داخل الجامعة أو لبعض الباحثين من طلاب الدراسات العليا أو زملائي من أعضاء هيئة التدريس، وأقوم كذلك بتقديم دورات وورش عمل في  الترجمة  بالجامعة.

6- هل أنتِ متابعة لنشاط  الترجمة  لدينا خاصة في الأعمال المعرفية والثقافية؟ وهل أنتِ منتسبة إلى جمعية المترجمين السعوديين، أو لكِ تواصل مع هيئة الأدب والنشر والترجمة إحدى الهيئات المهمة المنبثقة عن وزارة الثقافة لتقديم خدماتك في هذا المجال الحيوي؟

- لديّ اطلاع عام عن نشاط  الترجمة  بالمملكة والذي في الحقيقة ليس بجديد حيث بدأت الجهود بالظهور منذ حوالي النصف الثاني من القرن الماضي، و قد نُشرت أكثرها في الصحف والمجلات الثقافية، وقد حددت دراسة علمية عدد الكتب المترجمة خلال 75 عاماً ما بين عامي 1966 و2007 بنحو 1260 كتاب، وقد زاد الإقبال في الحقيقة على  الترجمة  مع رؤية 2030 بالأخص في مجال العلوم والتقنية.

- وازدهرت  الترجمة  بشكل ملحوظ بعد تأسيس هيئة الأدب والنشر والترجمة عام 2020 حيث تُرجمت العديد من الكتب، وحُصدت الكثير من الجوائز الدولية، وحتى أن المؤلفات السعودية بدأت تُترجم لعدة لغات، وكل ذلك يتم في ظل الدعم الحكومي التي يحظى به المترجمون السعوديون اليوم في وطننا الغالي والتوجه المؤسسي للترجمة في القطاعين الحكومي والأهلي، ونعم، اسمي مسجل كمترجم بهيئة الأدب والنشر والترجمة، وأودّ الانضمام لجمعية المترجمين السعوديين قريباً بإذن الله.

7- أتذكر حين حضرت لكم محاضرة بملتقى المهنة والابتكار بجامعة أم القرى في شهر يونيو الماضي بدورة تحت عنوان "الترجمة ما بين العربية والإنجليزية" سألتك دكتورة دعاء لماذا  الترجمة  في الشعر العربي تفقده جمالياته التي يتمتع بها في لغته العربية؟ هل لأن اللغة الإنجليزية تفتقر للخاصية التي تميزت بها اللغة العربية؟ وهل هذا العجز اللغوي للغة الإنجليزية يجعل من اللغة العربية تتفوق بلغتها الجميلة شعرا ونثرا على اللغة الإنجليزية؟

- اللغة العربية لغة بليغة التعبير، غنية بالمفردات والصور البلاغية على خلاف اللغة الانجليزية التي تعدّ أكثر بساطة وقرباً من مستوى اللغة المستخدمة يومياً بين الناس، وتتميز بأسلوبها المباشر، ولكن مع ذلك أرى أن لكل لغة جمالياتها وأسلوبها في التعبير عن المعاني لذلك كان الاختلاف الكبير بين تذوق الشعر العربي والشعر الانجليزي.

- وتعدّ ترجمة الشعر من أصعب أنواع  الترجمة  في الحقيقة فهي لا تتطلب فقط إلمام باللغة الأصلية للنص الشعري وباللغة المراد  الترجمة  إليها، بل تتطلب كذلك من المترجم أن يكون شاعراً قادراً على خلق نص مترجم يراعي الجماليات والأساليب والسياقات والنظم والإيقاعات للغة التي يترجم إليها حتى يستمتع القارئ بهذه الترجمة، لذلك فترجمة النصوص الشعرية تحتاج إلى الكثير من التصرّف على كافة الأصعدة تقريباً.

8- برأيك دكتورة دعاء بماذا يتميز الأدب الإنجليزي عن غيره من الآداب؟ وما أكثر قيمة أدبية للمتلقي هل القارئ للأدب الإنجليزي المترجم للعربية أم الأدب العربي المترجم للإنجليزية، وأقصد هنا تحديداً في فن القصة أو الرواية لاسيما إذا أخذنا مثالين للأديبين وليام شكسبير ونجيب محفوظ وهما الأشهر في الأدبيين خصوصاً بأن لهما ملاحم أدبية مثل "روميو وجولييت" و رواية "الحرافيش"؟

- الأدب الانجليزي مثله مثل أي أدب آخر ما هو إلا مرآة تعكس واقع المجتمع بكل آلامه وأحلامه، وما يميزه في المقام الأول هو الموضوعات التي تختلف باختلاف الظروف والأزمنة، وتشمل الموضوعات الأكثر شيوعاً  مثلاً التغلّب على الأشرار، والسعي للثراء، وقصص الرحلات، و قصص الحب، ولاحقاّ قصص الخيال العلمي والكائنات الفضائية والأبطال الخارقون وغيرها، ومن ثم يظهر الاختلاف في اللغة المستخدمة، فقد مرّت اللغة الانجليزية بثلاثة مراحل جوهرية في تطورها من اللغة الانجليزية القديمة، إلى المتوسطة، وأخيراً إلى الحديثة، وإذا ركزنا على اللغة الحديثة نلاحظ البراعة اللغوية عند وليام شكسبير مثلاً في استخدامه للمفردات المتنوعة في خلق حوارات، وخطابات، وأساليب بلاغية منقطعة النظير، حتى أنه قد يخترع كلمات لوصف وايصال ما يريد.

- وللإجابة على سؤالك بخصوص القيمة الأدبية للأدب الإنجليزي المترجم للعربية فيمكن القول بأن الاجابة واضحة وذلك لهيمنة اللغة الانجليزية و ثقافة شعوبها على العالم ككل، هذا إلى جانب الدور الجوهري الذي لعبه الأدب الانجليزي – وكذلك الفرنسي - في تأصيل الألوان الأدبية في أدبنا العربي من قصة، ورواية، مسرحية، في حين كان يوجد الشعر فقط والذي برع فيه العرب أيما براعة!

- أما فيما يتعلق بقيمة الأدب العربي المترجم للإنجليزية فيمكن تلخيصه في نتائج دراسة تمت مؤخراً في المملكة المتحدة وعُرضت في معرض فرانكفورت للكتاب وهي أن عدد الترجمات من الأدب العربي إلى اللغة الإنجليزية في الفترة ما بين 1990 إلى 2010 يصل إلى 310 ترجمة فقط مقارنة بالأعداد الكبيرة للترجمات العربية من الانجليزية في المقابل، ولكن توصلت الدراسة إلى أن هناك تزايد في عدد هذه الترجمات منذ 2010 إلى 2020 بنحو 92% - نتيجة الاهتمام المتزايد بالأحداث السياسية والجغرافية في المنطقة العربية - ليصل إلى 596 ترجمة، وقد حظي فيها الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ بالنصيب الأكبر حيث تُرجم 16 عملاً من أعماله، ومع ذلك يظل الأدب العربي المترجم للإنجليزية ذا قيمة ضئيلة جداً ولا يحظى بالاهتمام الكافي.