الدوحة - كتارا
افتتح أ.د. خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، مهرجان كتارا للرواية العربية في دورته الحادية عشرة مساء اليوم الاثنين الموافق 13 أكتوبر بالقاعة 12، بحضور عدد من المسؤولين والإعلاميين وجمهور غفير من المهتمين بالشأن الثقافي.
وقال سعادة المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا في تصريحات صحفية على هامش افتتاح المهرجان أن جائزة كتارا للرواية العربية حققت العديد من الإنجازات خلال أحد عشر عامًا؛ حيث رسخت مكانتها كأهم منصة عربية تحتفي بفن الرواية وتُعزّزحضوره على المستويين الإقليمي والدولي. مشيراً إلى أن الجائزة شهدت إقبالًا متزايدًا من الكتّاب والمبدعين، وأسهمت في إيصال الصوت السردي العربي إلى العالمية من خلال اعتماد اليونسكو للأسبوع العالمي للرواية خلال الفترة من 13 إلى 19 أكتوبر من كل عام، بناءً على اقتراح من المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، دعمته المنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم (الألكسو)، ووزراء الثقافة العرب.
وأكد مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا أن هذه الدورة من مهرجان كتارا للرواية العربية تعد استثنائية بكل المقاييس، مع دخول الجائزة عقدها الثاني، لأن لجنة الجائزة اعتمدت مبادرات ومشاريع جديدة سيتم الإعلان عنها ضمن فعاليات المهرجان في دورته الحالية.
واشتمل برنامج حفل افتتاح الدورة الحادية عشرة لمهرجان كتارا للرواية العربية على افتتاح معرض يروي سيرة ومسيرة الأديب والدبلوماسي الراحل غازي القصيبي، والذي اختير شخصية العام. وتضمن المعرض، إلى جانب سيرة الأديب الذاتية، مقتبسات من مؤلفاته التي تربو على 70 كتابًا في مجالات الأدب والشعر والفكر والتنمية. كما تم افتتاح معرض "رحلة في الرواية السعودية من التأسيس إلى العالمية"، بمناسبة اختيار الرواية السعودية ضيف شرف الدورة الحالية للجائزة.
واستعرض المعرض المحطات البارزة في تاريخ الرواية السعودية والتي بدأت رحلتها في منتصف القرن العشرين، وفي السنوات التالية للبدايات انتقلت الرواية السعودية من مرحلة التوثيق الاجتماعي إلى مرحلة النضج الفني. وعلامة ذلك صدور رواية "ثمن التضحية" لحامد دمنهوري في عام 1959م، ووثق المعرض للرواية النسائية السعودية
والتي تعود بداياتها الأولى إلى سميرة خاشقجي. وتناول المعرض تجربة الرواية السعودية مع الدراما؛ حيث اتجهت بعض الأعمال الروائية السعودية إلى الشاشة، مما منحها بعدًا جماهيريًا أوسع. كما تطرق المعرض إلى مرحلة الروائيين الشباب الذين تميزوا بالجرأة والتجريب والانفتاح على موضوعات غير مسبوقة. ووثق المعرض أيضًا للجوائز التي حصلت عليها الرواية السعودية في المحافل العربية والدولية، مما عزز من حضورها وأكد قيمتها الفنية.
وأخيرًا، تطرق المعرض لمستقبل الرواية السعودية والذي بدا واعدًا، في ظل الدعم المؤسسي إلى جانب تأثير الانفتاح الثقافي الذي تشهده المملكة، وحضور الكتاب السعوديين في معارض الكتب العالمية، وتزايد حركة الترجمة.
وشهد اليوم الأول لمهرجان كتارا للرواية العربية كذلك افتتاح معرض كتارا للكتاب في نسخته الثالثة، بمشاركة نحو 90 دار نشر قطرية وعربية، إلى جانب تدشين إصدارات جائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشرة، بالإضافة إلى ندوة مصاحبة بعنوان:" الرواية السعودية.. النشأة والتطور" تحدث فيها كل من: د.معجب العدواني أكاديمي وناقد أدبي، والأستاذ محمد المزيني روائي وإعلامي، ود.جميلة العبيدي أكاديمية وناقدة، أدار الندوة الأستاذ محمد العامري فنان وناقد، واستعرض المتحدثون مسيرة الرواية السعودية مع التطرق لأبرز الروايات التي كانت بمثابة رأس الرمح في كل محطة من محطات رحلة الرواية السعودية والتي توجت مشوارها الذي يقترب من مائة عام بحصد جوائز إقليمية وعالمية.
من جانبه، تناول أ.د معجب العدواني جانب نقد المسارات المهيمنة على الكتابة الروائية السعودية، ابتداءً من بواكيرها؛ وعدّ منها ثلاثة مكونات كان لها الدور الكبير في صوغ الرواية وفقًا لاستجلاب الشعر وأثره، والاستناد إلى التاريخ وملامح سرده، وتفاعل السيرة الذاتية وتناميها. وطرح العدواني إجابات على تساؤلات تتعلق بتسابق الشعر والتاريخ والسيرة الذاتية للاستحواذ على الرواية السعودية، مع ذكر أمثلة على ذلك. كما تطرق لتجلي التاريخ والشعر والسيرة الذاتية في الكتابة الروائية، وأسباب هيمنة هذه المكونات على الرواية السعودية والمآلات الكتابية التي انتهت إليها.
الروائي محمد المزيني استعرض المسيرة التاريخية للرواية السعودية والتي اعتبرها
متأثرة بمحيطها العربي وليس بمنأى عنه، مشيرًا إلى الى تأثرها على وجه التحديد بالتجربة الروائية المصرية الأولى المتمثلة في رواية زينب لمحمد حسين هيكل، وعزا هذا التأثر بقرب الحجاز من مصر وأسبقية أهله بالتعليم.
وتحدث المزيني عن استهلال التجربة الروائية السعودية برواية (التوأمان) لعبد القدوس الأنصاري في عام 1930م، والتي كانت سابقة لأول رواية أصدرها نجيب محفوظ بعنوان (عبث الأقدار) الصادرة عام 1939م، وعزا عدم انتشار باكورة الإنتاج الروائي في السعودية لوجود عيوب فنية في رواية (التوأمان).
ومن ثم واصل المزيني سرد المحطات الأبرز في تاريخ الرواية السعودية، واعتبر أن
مرحلة الثمانينيات هي المنعطف الحقيقي في مسار الرواية السعودية، وينسب إليها ظهور الرواية الحديثة متأثرة بالمتغيرات الكثيرة في حياة المجتمع السعودي، حيث صدر خلال هذا العقد من عام 1980 وحتى 1989م - ما يقرب من تسع وعشرين رواية لسبعة عشر روائياً وروائية.
وبدورها تحدثت د.جميلة العبيدي عن تمثلات الهوية الثقافية في رواية المرأة السعودية من خلال قراءة في تحول الوعي من الفردي إلى الجماعي.