النهار
جمال العزم والحزم في حياتنا
مع قناديل شهر رمضان المبارك تزدانُ الأماكن لتعانق روحانية الزمان، فتُغني العيون موّال السهر فتُحلِّق الذاكرة بعيدًا قريبًا وتُعبِّر أجواء الأزمنة بكلِّ تقلباتِها وتتوقف في بعضِ محطّاتِ الحياة المُتعددة المُزهرة بالنقاء والمثمرة بالعطاء والمُورقة بألوانِ البهجةِ والسرور والمُعطّرة بنفحاتِ المحبة وصدق التعبير، وكلنا نعلم وندرك أنَّ الحياة يتخللُها توقفات ووقفات سعيدة ومؤلمة، فيأتي دورُ الذّاتِ السويّة لتتعامل مع اللحظات السعيدة بجمال الحياة وتختزل أيام الجفاف المُر بنكهاته المُتعددة والتي حفرت في الذاكرة مواقف وعبر، دُروس ومواعظ مُسجلة في صفحات الحياة وعُمق الذاكرة، ولأنَّ لحظات السعادة هي الدافع للإيجابية والعطاء والتقدم والنجاح، تأتي الطاقة والعزيمة لتدفعنا للمسير قُدُمًا، فتُشكِّل النور الذي يُضيء طُرُقات الحياة ومواقفها، ويُصبح الأمس ذكرى، وما قبله تاريخ، وغدًا المستقبل المُنتظر الذي نعدُّ العدة له لكي نواصل المسير .
عندما تختزل الذاكرة الحياة في المواقف المتعددة والتجارب، فالإيجابي يجعل من الكبوات وقفات للانطلاق من جديد، ولا يجد التشاؤم له في خلجاته طريق، بل العزيمة والجد وتجدُّد النشاط والبناء على إيجابيات التجربة يجعل من النجاح طموحًا وتحقيق الهدف وسيلة والوصول للغاية نتيجة.
ما أجمل العزم والحزم والصمود في حياتنا، وما أجمل العمل الجاد والمخلص في مسيرتنا، ما أجمل الصبرحين تحضر الأعمال المخلصة حيث تثمر وتورق وتنمو وتعطي أكلها، هكذا تمضي مسيرة الحياة بعثراتها وعبراتها بجدها وهزلها، نسماتها وعواصفها التي تبني وتهدم مواقف وأسوار وصروح، ولكنها بالصبروالعطاء المخلص والتفكير البنّاء والعمل المخطط له والتنفيذ الدقيق لنصل بعون الله وتوفيقه للغاية المنشودة وهو المطلوب لكل الأهداف.
وقفة إعلامية:
صحيفة النهار السعودية، أحدث مولود إعلامي يحلم ويطمح القائمون عليه بالمساهمة الفاعله في التحول الذي يواكب رؤية المملكة 2030 ونحمل أمانة الكلمة بطموح التحول لمنصات الإعلام الرقمي بمنهجية الإعلام المؤسسي، الذي يستند على الأسس الراسخة للمنهجية الإعلامية. والمتابع المتخصص يلاحظ أن الصناعة الإعلامية في السنوات الأخيرة طرأ عليها تحولات جذرية قادت إلى أوضاع جديدة أثرت على مفاهيم راسخة حيث ذهبت المخصّصات الإعلانية للقطاع الرقمي الفردي وليس المؤسسي، وحصل المروجون من الأفراد على الحصة الأكبر، الأمر الذي ترك أثره الكبير على المؤسسات الإعلامية ومنها الصحف والمجلات التي تقلصت وأغلقت وتسربت منها الكوادر المؤهلة لضعف مواردها.
وتعد الممارسة الحالية والتي شُرِّعت تنظيمًا في بعض الدُّول خطرًا يُهدّد المؤسسات الإعلاميَّة العريقة لصالح الأفراد وهذا يُشكِّل أضعافًا لدور مؤسسات تُشكّل أهمية كُبرى في صناعة الاستدامة للعمل الإعلامي المهني ويُناقض الأسس التي أرستها الصناعتين الإعلانيّة والإعلاميّة التي تستند إلى نظريات ومنهجيات وبحوث أكاديمية؛ والحل في رأيّي العمل المؤسسي وليس الفردي الذي يُعيد للإعلام الوطني ومؤسساته دورها ومكانتها تجاه المجتمع وجمهورها الداخلي والخارجي.