الرياض ـ النهار
نظّم صالون نُبل الثقافي، ضمن مبادرة الشريك الأدبي، لقاءً أدبياً نوعياً في مركز الملك سلمان الاجتماعي تحت عنوان “الهجرة العكسية في الرواية”، بحضور نخبة من الكتّاب والأدباء والمهتمين بالسرد العربي والعالمي.
استضاف اللقاء الدكتور أحمد يحيى القيسي، الحاصل على الدكتوراه في الأدب والنقد، ومؤسس نادي الهايكو السعودي وصاحب خمسة إصدارات شعرية، فيما أدار الحوار الكاتب أ. عبدالمحسن السناني الذي قاد النقاش بثقافة ووعي، مانحاً الأمسية عمقاً معرفياً لافتاً.
افتُتحت الأمسية بتعريف موجز لمفهوم الهجرة العكسية ودلالاتها الاجتماعية والإنسانية، بوصفها تحوّلاً سردياً يستكشف علاقة الإنسان بالمكان، وما تنطوي عليه العودة من أسئلة الهوية والجذور. واستعرض د. القيسي الأبعاد النفسية والاجتماعية لهذا المفهوم، وكيف تحول إلى محفز سردي رئيس في العديد من الأعمال الروائية المعاصرة.
وتناول اللقاء نماذج من الروايات العالمية التي قامت حبكاتها على الهجرة العكسية، مستعرضاً أعمالاً من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وكيف قدّمت هذه النصوص العودة إلى الجذور باعتبارها محاولة لاستعادة التوازن الداخلي ومواجهة الاغتراب.
كما عقد د. القيسي مقارنة بين هذه التجارب العالمية ونظيراتها العربية، موضحاً أوجه التشابه والاختلاف في معالجة الموضوع، والأساليب الفنية التي اعتمدها الروائيون العرب في توظيف الهجرة العكسية بوصفها ظاهرة اجتماعية وثقافية. وتطرّق كذلك إلى حضورها في الرواية السعودية، ولاسيما في الأعمال التي رصدت التحولات المجتمعية في السنوات الأخيرة.
وقد شهدت الأمسية تفاعلاً ثرياً من الجمهور الذي أسهم بمداخلات وأسئلة عكست اهتماماً واضحاً بقضايا الهجرة والهوية وتمثّلات المكان في السرد العربي والعالمي.
وفي الختام، كرّم كل من الأستاذ منصور الزغيبي مؤسس صالون نُبل الثقافي، والدكتور إبراهيم التركي، والأستاذ عبدالمحسن السناني، ضيف اللقاء الدكتور أحمد يحيى القيسي بدرع تذكاري تقديراً لمشاركته وإثرائه لهذا الحدث الأدبي المميز.