بقلم- محمد بن صالح آل شمح
خلال الأيام السابقة، تعرض الابن "طالب" إلى فيروس منتشر بين الطلاب بالمدارس فقط ( بقدرة قادر هذا الفيروس لا ينتقل إلى الهيئة التعليمية أو الإدارية ) ويسبب غياب الأبناء عن مدارسهم.
وبعد الذهاب به إلى المركز الصحي، تبين أن الحالات كثيره، والانتظار طويل، حتى يكتب له الطبيب روشتة علاجية، ويعطيه إجازة، أو ما يسمى إشعار المراجعة، وقال له الدكتور لازم ترتاح، ولا تجهد نفسك، وتحجر نفسك، في مكان منعزل، حتى لا تنقل العدوى إلى غيرك ...
والد "طالب" طلب من الدكتور إجازه أكثر من يوم، حتى يرتاح ولا ينقل العدوى، فرد الطبيب؛ أن النظام لا يسمح له بأكثر من يوم!!
وفي اليوم التالي، اتصلت مدرسة "طالب" على ولي الأمر، وابلغته أن ابنك متغيب، وسوف، وسوف، وسوف، ولن يقبل منه إلا ورقة رسمية، موقعة من أعلى الجهات الصحية، وفي مخيلة والد"طالب" عتاب للمدرسة، بعدم تكاملها مع البيت، وتقدير سبب الغياب المنطقي، وعندها قدم العذر واختفى التهديد.!!
استمر الابن، يصارع ويقاوم الفيروس، ولم يتحمل جسده النحيل قوة المرض، عندها غاب عن مدرسته لليوم الثاني، وعادت الدوامة مرة ثانية، وأُجبر الأب على زيارة المركز الصحي، وهناك صافح "طالب" الكثير من زوار المركز، (ويا ليل مطولك).
وفي اليوم الثالث، داوم الابن في مدرسته، لأن المركز رفض إعطاءه إجازة، بحجة اليومين السابقين والنظام ... وفي المدرسة هناك قرار أن من يغيب ثلاث أيام متواصلة، يحال لجهة عُليا، وأصبح بدل "طالب" واحد عشرات الطلاب.....(واستمرت البيروقراطية بلا علاج).
يقول إبراهام لنكولن :"من الأفضل إن تمشى ببطء إلى الامام على إن تمشى مسرعاً إلى الخلف".
*ملاحظة
لازالت الهيئة التعليمية والإدارية لا يُقبل منهم إشعار المراجعة، والقطاع الصحي يرفضون إعطاء تقرير مراجعة...