بقلم ـ مبارك بن عوض الدوسري
لو أننا منتسبي للكشافة فعّلنا الطاقات الإعلامية الكامنة بين المنتسبين الحقيقيين للحركة الكشفية، أولئك الذين تأهلوا تأهيلاً حقيقياً أو يمتلكون موهبة إعلامية أصيلة، لوجدنا أنفسنا – ككشافة سعودية – في قلب المشهد الإعلامي المحلي والعالمي على مدار العام.
إن المناسبات الإعلامية العالمية مثل اليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير، واليوم العالمي لوسائل التواصل الاجتماعي في 30 يونيو، واليوم العالمي للتصوير في 19 أغسطس، واليوم الدولي للسلام في 21 سبتمبر، واليوم الوطني للمملكة في 23 سبتمبر، واليوم العالمي للتطوع في 5 ديسمبر، ليست مجرد تواريخ على الروزنامة، بل فرص ذهبية لصناعة حضور كشفي مؤثر ومُلهم.
حين يتحرك الإعلاميون الكشفيون بوعيٍ ومهارة، يتحول المحتوى إلى رسالة تربوية وإنسانية تليق بما تحمله الكشافة من قيم المواطنة والانتماء والعطاء، فالإعلام ليس مجرد نشر خبر أو تغريدة، بل هو جسر من الثقة بيننا وبين المجتمع، يروي قصصنا ويكشف أثرنا، ويعكس كيف نُسهم في بناء الإنسان وتنمية الوطن.
وحين يُسخّر هؤلاء المبدعون أدواتهم الإعلامية لخدمة الرسالة الكشفية، سيشاهدنا الناس في كل مكان: على الهواء، وفي المنصات، وفي الميدان. سنلفت الأنظار بما نقوم به، وسنقنع الآخرين برسالتنا، وسنُلهِم أولياء الأمور ليمنحوا أبناءهم فرصة الانضمام لحركةٍ تُربّي وتصنع قادة.
إن وجودنا الإعلامي ليس ترفاً بل مسؤولية، فالكشافة التي تعمل في النور لا تخشى الظهور، لأنها تقدم نموذجاً عملياً لما تعنيه الخدمة العامة، والانتماء الوطني، والعمل التطوعي.
إن كل تقرير ميداني، وكل صورة توثق ابتسامة طفل في نشاط كشفي، وكل مقطع يعرض خدمة تطوعية في موسم الحج أو حملة بيئية في إحدى المدن، هو شهادة حية على أن الكشافة تعمل وتُنجز وتخدم.
ولعل أجمل ما يمكن أن نطمح إليه هو أن يتحول الإعلام الكشفي من فعلٍ موسمي إلى سلوكٍ دائم، يُواكب الأحداث ويصنع الفارق، يعبّر عن صوت الشباب ويُظهر أثرهم في حياة الناس؛ حينها فقط سنكون كما نريد: حركة كشفية سعودية حاضرة بقوة في الساحة الإعلامية، تعكس صورة الوطن المشرقة، وتُجسّد رؤيته الطموحة 2030، وتؤكد أن العمل في النور هو طريقنا الدائم نحو بناء الإنسان وخدمة المجتمع.