بقلم ـ علي المالكي
في قلب شبه الجزيرة العربية، تتربع المملكة العربية السعودية كواحدة من أكبر الدول مساحةً في العالم، حيث تمتد أراضيها الشاسعة لتشكل ما يشبه قارة بحد ذاتها، بمساحة تتجاوز المليوني كيلومتر مربع، تحتضن المملكة تنوعًا جغرافيًا مذهلاً يمتد من الصحاري الذهبية إلى الجبال الشاهقة، ومن السواحل الخلابة على البحر الأحمر والخليج العربي إلى الواحات الخضراء التي تحكي قصص الحياة والاستدامة، إنها أرض الحضارات العريقة والتاريخ العظيم، ومهد الإسلام الذي يستقطب الملايين من الزوار سنوياً لأداء مناسك الحج والعمرة والسياحة والترفيه.
لكن ما يميز المملكة العربية السعودية ليس فقط اتساع أراضيها أو ثرواتها الطبيعية، بل الأمن والأمان اللذين يعيشهما سكانها وزوارها، ولله الحمد، في عالم يشهد تقلبات وتحديات أمنية متزايدة، تقف المملكة كقلعة صلبة، حيث ينعم الجميع بحياة مستقرة وآمنة بفضل الله ثم جهود القيادة الحكيمة والأجهزة الأمنية المتطورة.
إن الاستقرار الأمني في المملكة ليس مجرد شعار، بل واقع ملموس يعكس رؤية قيادة تهدف إلى توفير بيئة آمنة للتنمية والازدهار.
تتمتع المملكة ببنية تحتية أمنية متطورة، تشمل أحدث التقنيات في المراقبة والوقاية، إلى جانب كفاءة عالية للأجهزة الأمنية التي تعمل على مدار الساعة لحماية الوطن والمواطن، هذا الأمان يمتد ليشمل جميع مناحي الحياة، من المدن الكبرى كالرياض وجدة والدمام، إلى المنطق الأخرى والمحافظات، حيث يشعر الجميع بالطمأنينة والثقة، ولا عجب أن تحتل المملكة مراكز متقدمة في مؤشرات الأمن العالمية، مما يجعلها وجهة مفضلة للاستثمار والسياحة.
إن رؤية المملكة 2030، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، عززت من مكانة المملكة كدولة رائدة تجمع بين الأصالة والحداثة، هذه الرؤية لم تقتصر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل شملت تعزيز الأمن والاستقرار كركيزة أساسية لتحقيق التقدم، فالمشاريع الضخمة مثل نيوم، والبحر الأحمر، والقدية، ما كانت لترى النور لولا بيئة آمنة ومستقرة تشجع على الابتكار والإبداع.
ومن الجدير بالذكر أن الأمان في المملكة لا يقتصر على الحماية من الجرائم أو التهديدات الخارجية، بل يمتد إلى الأمان الاجتماعي والاقتصادي، وبرامج الدعم الحكومي مثل برنامج حساب المواطن وسكني، إلى جانب المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب والمرأة، تعكس التزام المملكة بتوفير حياة كريمة لكل مواطن.
هذا النهج الشامل جعل من المملكة نموذجًا يحتذى به في المنطقة والعالم.
إن المملكة العربية السعودية، بحجمها القاري وأمانها اللا مثيل له، ليست مجرد دولة، بل رمز للاستقرار والتقدم. ولله الحمد، فإن هذا الوطن العظيم يواصل مسيرته نحو مستقبل مشرق، حيث يجتمع التاريخ والحاضر لصناعة غدٍ أفضل.
إن فخرنا بهذا الوطن لا ينضب، وثقتنا بمستقبله تزداد يومًا بعد يوم، بفضل الله ثم قيادة حكيمة وشعب واعٍ يؤمن بأن الأمن والاستقرار هما أساس النهضة والازدهار.