النهار

٠٦:٠٥ م-١١ اكتوبر-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٦:٠٥ م-١١ اكتوبر-٢٠٢٥       24915

بقلم - غازي العوني

لقد منحتَ مكانة عالية كرئيس السلام، ذلك المنصب الأعظم في العالم الذي لم يحصل عليه رئيس أمريكي من قبل، فلست بحاجة إلى جائزة أقل من ذلك، بل بحاجة إلى أن تثبت للعالم الذي منحك كل هذه الثقة بأنك تستحق هذه المكانة الكبيرة. 

كما يتأمل الجميع ذلك في حل قضايا معقدة بسبب عدم الحياد في رؤية الحقيقة للآخرين، مما جعل الأمور تزداد تعقيداً في قضية فلسطين، وشعب بأكمله يُضطهد ويُقتل ويُدمّر حتى وصل الأمر إلى أبشع صور الإجرام بكل جرأة ووضوح. 

 فلم يشهد لها العالم مثيلاً إلا كما فعل هتلر في القرن الماضي الذي وقف كل العالم بوجهه في تلك الفترة من أجل الانتصار للإنسانية، كما يفعل العالم اليوم أيضاً في الانتصار للإنسانية من حكومة تمارس نفس الأفعال الإجرامية تحت تبريرٍ يستحل قتل الأبرياء وسفك الدماء.

فلقد كان يبررها أيضاً هتلر من أجل أن يبرر الأفعال الإجرامية بحق المجتمع الإنساني، بغض النظر عمّن يكونون ومن أي جنس أو عقيدة، فكلهم من البشر.

فتلك المكانة التي اجتمع العالم حولك من أجلها هي مكانة ضمير سيخلّد لك ذكرى بما تفعله وتقدمه للإنسانية.

فلقد تأثر نتنياهو كثيراً بما يسمع من التطرف الديني حتى تحول إلى مجرم، وقد نجد من يتأثر بأفعاله إذا استمر في سلوكه الإجرامي، مما يتسبب في عدوى انعدام الضمير الذي يشكّل خطراً على الإنسانية.

لقد منحك الله فرصة عظيمة في أن تنقذ الإنسانية من التطرف السياسي الذي اجتمع مع التطرف الديني في حكومة تتحكم في مصير شعب من البشر تُنتهك كرامته وحريته ومقدساته واستقلاله، الذي يُعتبر حقاً إنسانياً في كل المواثيق والعهود والقوانين والضمائر.

فكل العالم يريد الأمن والسلام للجميع في حل شامل على أسس عادلة كما وعدت الجميع، فكلهم من المجتمع الإنساني وبحاجة إلى ضمير إنساني، كما نتوقع من السيد ترامب، وكما عليه كل العالم الذي صرخ بصوت واحد من أجل كل الإنسانية.

فسيكتب لك يا سيد ترامب التاريخ حقيقة شخصك وشهادة عن حقيقة من تكون كأول رئيس أمريكي للسلام يعيد للإنسانية ضميرها الإنساني.