الكاتب : النهار
التاريخ: ١٢:١٥ م-٠٩ اكتوبر-٢٠٢٥       2145

بقلم - مبارك بن عوض الدوسري

تُعد محافظة  وادي الدواسر  واحدة من أبرز المحافظات الزراعية في المملكة، حيث تشتهر بإنتاج العديد من المحاصيل التي تُسهم في تحقيق الأمن الغذائي، ويأتي في مقدمتها القمح والشعير والأعلاف بمختلف أنواعها، والبصل والبطاطس، إضافة إلى التمور والطماطم ومختلف الخضروات والورقيات؛ هذا التنوع الكبير في الإنتاج الزراعي يجعل من الضروري التفكير في إيجاد سوق مركزي متكامل على أحدث طُرز تنظيم الأسواق، ليكون منصة تسويقية فاعلة تدعم المزارعين وتُسهم في تعزيز الحراك الاقتصادي بالمحافظة.
ويعاني المزارعون في  وادي الدواسر  من غياب سوق مركزي يجمع منتجاتهم ويُتيح تسويقها بشكل منظم، على غرار ما هو معمول به في العديد من المناطق والمحافظات الزراعية الأخرى بالمملكة؛ فوجود مثل هذا السوق لا يقتصر أثره على تسويق المنتجات فحسب، بل يمتد ليشكل بيئة اقتصادية متكاملة ترفع من مستوى الخدمات، وتوفر فرصًا استثمارية واعدة، وتُسهم في ضبط الأسعار بما يعود بالنفع على المزارع والمستهلك معاً.
وتبرز تجربة الأسواق المركزية في بعض المناطق والمحافظات بوصفها نموذجاً رائداً يمكن الاستفادة منه في وادي الدواسر، حيث أصبحت تلك الأسواق رافداً رئيسياً للأغذية والمنتجات والسلع الأساسية والاستهلاكية، ومركزاً لوجستياً تستقبل مئات الشاحنات يومياً، وتضم عشرات المحال التجارية، إلى جانب ساحات للتخزين ومرافق للتبريد وفضاءات متعددة لعرض المنتجات المحلية والمستوردة؛ كما تتيح للمزارعين وأصحاب المنتجات الزراعية الوصول المباشر إلى المستهلكين والموزعين، وتوفر بيئة تجارية متكاملة تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
إن إقامة سوق مركزي في محافظة  وادي الدواسر  لن يكون مجرد مطلب خدمي، بل هو مشروع استراتيجي وتنموي يواكب توجهات المملكة في دعم القطاع الزراعي وتطوير بنيته التحتية، ويعزز من مساهمة المحافظة في تحقيق مستهدفات الأمن الغذائي ورؤية المملكة 2030، ويضع منتجات المزارعين في موقعها الصحيح الذي تستحقه ضمن منظومة الأسواق الوطنية الحديثة.