

بقلم - فاطمه الأحمد
عندما أحضر قهوتي كل صباح، تتسلل إلى ذاكرتي تلك الصديقة الجميلة، التي كانت بصوتها الرقيق تسألني: "هل تشربين معي قهوة الصباح؟"
كان صوتها يحمل دفء الشمس في شتاء بارد، وكان السؤال أبسط مما يبدو، لكنه يختصر كل معاني الحب والاهتمام.
لم تكن القهوة مجرد مشروب نتشاركه، بل كانت لحظة من الصفاء، مساحة صغيرة من العالم نصنعها نحن، مليئة بالضحكات والحديث الذي لا ينتهي.
اليوم، أعدُّ قهوتي وحدي، وأجلس على ذات الطاولة التي كنا نشاركها، لكن الفراغ بجانبي يذكرني أنها لم تعد هنا.
اختفت مكالماتها الصباحية، لكن صوتها لا يزال حيًا داخلي، وكأنها تهمس لي من بعيد: "لا تنسي رشّة السكر، كما كنتِ تفعلين دائمًا."
القهوة اليوم تحمل طعمًا مختلفًا. إنها خليط من الحنين، والشوق، وذكرى تلك الصديقة التي كانت تجعل الصباحات أجمل، وتجعل للقهوة معنى أعمق.
فيا صديقتي، إن كنتِ تسمعينني من هناك، اعلمي أنني أشتاق لتلك المكالمة، وأشتاق لقهوتنا التي كانت مليئة بالحياة.