الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٩:٤١ م-٢٢ سبتمبر-٢٠٢٥       1980

بقلم - لواء م عبدالله ثابت العرابي الحارثي

اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية ليس مجرد ذكرى لتوحيد الأرض والشعب، بل هو تجديد للعقد الوطني الذي صاغه الملك المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – مع شعبه، وعكف الأبناء والأحفاد على الحفاظ عليه وتطويره، إنه يوم يتحول فيه التاريخ إلى مشهد حيّ، يربط بين جذور الماضي وعطاء الحاضر، ويستشرف آفاق المستقبل في وطن انتقل من جغرافيا القبائل المتفرقة إلى كيان متكامل يُلهم العالم.

فرادة المملكة تكمن في أن التاريخ ليس مجرد قصة تُروى، بل هو مشروع دولة متجدد، الأسرة المالكة لم تكتفِ ببناء السلطة، بل أسست دولة بمفهومها الكامل: سيادة، وأمن، تنمية، ووحدة، والشعب لم يكن متلقياً سلبيًا، بل كان عنصرًا حيويًا في معادلة الاستقرار، حتى صار حضوره جزءًا لا يتجزأ من صلابة الدولة ومشروعيتها.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – تحوّلت المعادلة من إدارة الحاضر إلى صناعة المستقبل، رؤية 2030 ليست مجرد خطة اقتصادية، بل إعادة تعريف شاملة لمعنى الدولة: كيف تكون حاضرة عالميًا، راسخة محليًا، محافظة على هويتها، ومفتوحة على آفاق واسعة لا تحدها الجغرافيا ولا الموارد التقليدية.

اليوم الوطني لهذا العام يُقرأ كلحظة وعي واعتزاز: وعي بأن السعودية الجديدة ليست استمرارًا آليًا لما سبق، بل قفزة نوعية في الوعي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، إنها دولة تُوازن بين التوحيد الذي جمع، والنهضة التي تبتكر، والحداثة التي تُخضع للعقل الوطني، لا للضغوط الخارجية.

اليوم الوطني ليس مجرد احتفال، بل بيان وطني حيّ: أن هذا الوطن فريد، وأن العلاقة بين القيادة والشعب هي سر بقائه وتفرّده، وأن المستقبل الذي يُشكّله الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان هو امتداد طبيعي لتاريخ بدأ ليبقى ويتجدد، إنه يوم نحتفل فيه ليس بالماضي فقط، بل بما نعيشه اليوم، وبما نصنعه للغد.