

بقلم: تركي عبدالرحمن البلادي
السعودية اليوم ليست مجرد دولة تقف بين الأمم، بل صارت رقمًا صعبًا في معادلات السياسة والاقتصاد والثقافة والرياضة والعلم. صارت نموذجًا ملهمًا لكل الشعوب التي تبحث عن النهوض والتجدد. وتجربة السعودية لم تعد حكاية محلية، بل أصبحت شاهدًا على قدرة الأمم على التحول السريع من التقليدي إلى القوة العظمى التي تقود العالم.
حين نتحدث عن السعودية العظمى فنحن نتحدث عن أرض جمعت بين التاريخ العريق والمستقبل الواعد، هذه الأرض التي انطلقت منها رسالة الإسلام تحمل اليوم رسالة جديدة للعالم: رسالة سلام وتنمية ورؤية بعيدة المدى، رؤية واضحة حتى عام 2030، بدأت خطواتها تسابق الزمن وتضع المملكة في الصدارة دائمًا.
في الاقتصاد، السعودية اليوم أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، وواحدة من أكبر عشرين اقتصادًا في العالم، تمتلك مفاتيح الطاقة العالمية. الدولة التي لا يمكن لأي سوق أن يتجاوزها، ولا يمكن لأي قرار اقتصادي دولي أن يغيبها. الاستثمارات السعودية حاضرة في كل القارات، من آسيا إلى أوروبا، ومن أمريكا إلى إفريقيا.
وفي السياسة برزت السعودية كدولة قائدة وصوت مسموع في كل المحافل الدولية. تجمع الفرقاء، وترسم التوازنات، وتقف دائمًا مع الاستقرار والسلام. أثبتت خلال السنوات الماضية أنها اللاعب الأساسي في المنطقة، وأن لا حل ولا استقرار من دونها.
وفي التنمية الداخلية تجاوزت السعودية الكثير من النماذج بسرعة مذهلة. شهدت المدن السعودية نهضة عمرانية وخدمية ضخمة، ومشاريع عملاقة تشهد لها العواصم العالمية، من مشروع نيوم إلى القدية والبحر الأحمر ومشاريع البنية التحتية التي غيّرت وجه الحياة في المملكة.
وفي التعليم والبحث العلمي دخلت السعودية مجال المنافسة الدولية. الجامعات السعودية اليوم مصنفة ضمن الأفضل عالميًا، والبحوث السعودية تُنشر في أهم المجلات العلمية، وشباب المملكة يحققون جوائز عالمية في الطب والهندسة والتقنية والذكاء الاصطناعي.
وفي الرياضة سجلت السعودية حضورًا مذهلًا، صارت وجهة للبطولات العالمية ومركز جذب للرياضيين الكبار ونجوم كرة القدم العالميين الذين جاءوا للعب في الملاعب السعودية. وصارت الرياضة جزءًا من القوة الناعمة التي ترفع اسم المملكة في المحافل وتؤكد أن السعودية العظمى لا تعرف المستحيل.
وفي الثقافة والفنون قدمت السعودية نفسها بصورة مدهشة؛ مهرجانات ثقافية، ومعارض فنية، وسينما وموسيقى تعكس روحًا جديدة تنبض بالحياة وتحمل صورة حضارية مشرقة. أثبتت المملكة أنها قادرة على الجمع بين الأصالة والحداثة، بين الهوية العميقة والانفتاح المتوازن.
وفي العمل الإنساني والإغاثي، لا توجد أزمة في العالم إلا والسعودية حاضرة فيها، تقدم المساعدات وتدعم الشعوب وتفتح أبوابها للمحتاجين، وهذه القيم امتداد لإرث تاريخي أصيل.
أما في المجال العسكري فالحديث يصبح أكثر إثارة؛ فالسعودية تمتلك قوة هائلة معلنة وغير معلنة، قدرات متقدمة ومعدات حديثة ومقاتلين مدرَّبين على أعلى مستوى، تحمي حدودها ومقدراتها. لكن القوة ليست فقط معلنة، بل تمتلك عناصر استراتيجية ومفاجآت ضخمة تخفيها عن العالم، تجعلها دائمًا خارج الحسابات التقليدية للمنافسين. وقدرتها على الردع والتأثير العسكري والسياسي تجعلها رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه أو الاستهانة به.
السعودية اليوم ليست مجرد وعود مكتوبة، بل واقع يعيشه المواطن والمقيم والسائح. كل من يزور المملكة يشهد التحول الكبير ويشعر بالفرق بين الماضي والحاضر. وهذا الفرق ليس وليد الصدفة، بل نتيجة تخطيط ورؤية وإرادة قيادة تؤمن أن الشعوب تستحق الأفضل.
ما تحقق حتى الآن ليس إلا البداية. المشاريع التي تعمل عليها السعودية اليوم ستحولها إلى مركز عالمي للطاقة المتجددة والتقنية والسياحة والخدمات اللوجستية، وستجعلها قبلة العالم، ليس فقط للعمرة والحج، بل للعلم والمعرفة والاستثمار والإبداع.
السعودية تجاوزت الجميع لأنها قررت ألّا تقف في مكانها. عرفت أن العالم لا ينتظر المترددين. تمتلك قيادة حكيمة، وشعبًا واعيًا، وموارد ضخمة، وإرادة لا تعرف الاستسلام. ولهذا صارت السعودية العظمى.
في النهاية نستطيع القول إن المملكة العربية السعودية اليوم قصة نجاح حقيقية، عنوانها الطموح، ورمزها التحدي، وملامحها الشجاعة والإنجاز. والقادم سيكون أعظم وأجمل، لأن السعودية العظمى لم تُخلق لتتبع، بل لتقود، ولم تُخلق لتتأخر، بل لتسبق، ولم تُخلق لتكون على الهامش، بل لتكون في الصدارة دائمًا.

