النهار

٠٨:٢٩ ص-٠٥ يوليو-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٨:٢٩ ص-٠٥ يوليو-٢٠٢٥       30250

 بقلم- د.طارق بن حزام

بكل أسى وحسرة أكتب عن زمنٍ غريبٍ اختلطت فيه القيم وضلّت فيه المعاني حتى باتت الحقيقة تتوارى خلف ستارٍ من التناقضات المؤلمة:

في زمنٍ صار فيه الكذبُ،ذكاءً والعدل ضعفًا والطيبةُ غباءً والتواضعُ، ذلة والتكبرُ وجاهة والصدقُ حماقةً والأدب، سذاجة والوقاحةُ شجاعةً والتعصبُ، والنفاق علاقاتٍ، والسفاهةُ شهرةً.

وفي،محكم الـتنزيل: يقول الحق تبارك وتعالي: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْل وَالْإِحْسَان ولم، يقل، العدل، ضعف، بل، العدل، سمة، العظماء وبه، ترتقي، الأمم، وعن، الصادق، المصدوق، صلى، الله، عليه وسلم قوله إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ،وَإِنَّ،الْبِرَّيَهْدِي إِلَى،الْجَنَّة،متفق،عليه) فكيف،يُعدالصدق حماقة في زمن يفيض فيه النفاق؟

إن الطيبة ليست غباءً بل هي من خصال المؤمنين فالطيبة تغلق أبواب الأذى على القلوب، أما التواضع فهو عنوان الرفعة الحقيقية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«مانَقَصَتْ صَدَقةٌ مِن مالٍ وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ للَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّه..(رواه مسلم) فلا ذلة في التواضع بل فخر لا يفنى وأما الكبر فهو سخط الله كما قال تعالى(إِنَّ اللَّهَ لَايُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُور).

وفي خضم كل هذه القيم المتقلّبة أبقى كما أنت لاتهزّك رياح هذا الزمن ولاتُطفئ نورك، دخانهم، الكثيف فإن، العزة الحقيقية لا تُوهب بل تُكتسب بثبات على المبادئ وبصدق في القول، والعمل واستقامة في،السيرعلى درب الحق كما أمرنا الله:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ،الصَّادِقِينَ كن،النورالذي، لايخبو وصمام الأمان في زمن، العواصف، أبقى، كما أنت، شمعةً في، ظلمةٍ. 

حالكة وقلعةً في زحام،الفساد سيمضي الزمان وتبقى أنت النور الذي يذكر وسينحني الغدر والخداع والكذب أمام نور صدقك وعزيمتك التي لا تلين.