

عبدالله الكناني
بقلم: عبدالله الكناني
تحت رعاية كريمة واهتمام مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة الباحة، انطلق مهرجان صيف الباحة 2025 بشعار يحمل عبق الأصالة وروح التجديد: “الباحة.. تراث وسياحة”.
ويأتي هذا المهرجان ليؤكد التحول النوعي في مفهوم السياحة الداخلية، حيث لا تقتصر الفعاليات على تنوعها وكثافتها، بل تمتد إلى جودتها وتنظيمها وارتباطها العميق بهوية المكان وأصالة الإنسان.
وقد جاءت توجيهات سموه الكريم واضحة في تفعيل اللجان الميدانية لمتابعة المواقع السياحية من حدائق ومتنزهات، ووضع خطة مرورية متكاملة تسهم في الحد من الازدحام، إلى جانب تعزيز الالتزام بتعليمات الذوق العام، وهو ما يعكس حرص سموه على تقديم تجربة سياحية متكاملة وآمنة للزوار والمصطافين.
وقد عبّر سموه عن ثقته في الجهات الأمنية والخدمية، التي تواصل جهودها بروح الفريق الواحد، بما يضمن موسمًا سياحيًا استثنائيًا يليق بالمنطقة ومكانتها في قلوب أبنائها وزائريها.
ويتابع أمين منطقة الباحة، رئيس اللجنة التنفيذية لصيف الباحة 2025، الدكتور علي بن محمد السواط، هذا الحراك السياحي باهتمام ومتابعة دؤوبة، حيث أوضح أن الفعاليات تشمل محافظات قطاع السراة الخمس: بلجرشي، والمندق، وبني حسن، والعقيق، والقرى، وذلك ضمن مسارات متكاملة: ترفيهية، وثقافية، ورياضية، ومجتمعية، تعكس هوية الباحة وتُعزز من حضورها على خارطة السياحة الوطنية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ومن عوامل التميز في هذا الصيف، أن الفعاليات صمّمت لتشمل جميع الفئات العمرية والاهتمامات، مع اكتمال تجهيزات البنية التحتية من طرق ومواقف ومنتزهات ولوحات إرشادية، بالإضافة إلى توفير خدمة الإنترنت المجاني، وكل ذلك يسهم في تسهيل تنقل الزوار وتحقيق راحتهم.
كما أن المشاركة المجتمعية الواسعة، من خلال تخصيص أكثر من 430 منفذًا للأسر المنتجة، وإطلاق برنامج تطوعي بمشاركة تفوق 6,500 متطوع ومتطوعة، تعكس روح الانتماء الحقيقي، وتُبرز وعي المجتمع بأهمية دوره في إنجاح الموسم.
ورغم هذه الانطلاقة المتميزة، لا يزال الزائر والمصطاف يتطلع إلى تفعيل أوسع للبرامج والخدمات التي تواكب حجم الإقبال المتزايد، خصوصًا مع الزخم الإعلامي والتسويق الواسع الذي تحظى به الفعاليات عبر مختلف المنصات، ما يستوجب استمرارية التطوير وتعزيز الجاهزية الشاملة.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية دعم المواطنين والمستثمرين لبناء مشاريع نوعية كـالنُزل الريفية، والمزارع السياحية، والمنتجعات البيئية، التي لا تقتصر فائدتها على السياحة الموسمية، بل تمثل رافدًا اقتصاديًا مستدامًا يعزز من فرص العمل ويغذي الاقتصاد المحلي على مدار العام.
تلويحة:
إن مهرجان صيف الباحة 2025 لا ينبغي أن يُنظر إليه كمجرد احتفال موسمي، بل نرجو أن يكون مشروعًا وطنيًا متكاملًا، يعكس رؤية سمو أمير المنطقة، ويترجم جهود الأمانة واللجان التنفيذية والمجتمع بكل فئاته، ليظل صيف الباحة وشتاؤها، وكل فصولها، وأماكنها التاريخية والتراثية، وأوديتها وسدودها ومطلاتها، موعدًا دائمًا مع التميز والجمال والتطور.
وسيكون لي بإذن الله عودة ووقفات مع زيارات ميدانية لبعض هذه المواقع، وستكون صحيفة النهار مرآة للفعاليات التي تزورها، ولسان حال الزائر، وصوته الصادق في تقييم تجربة سياحية واعدة تستحق التوثيق والدعم.