

جيلان النهاري
بقلم: جيلان النهاري
المشاهير عبر تاريخ البشرية دائما لا تخرج سِيَرَهُم عن ثلاثة أمور إما مجد يخلد أو فُكَاهَة تُحكَى إو فضيحة مخزية تتداول عبر العصور.
أهم مشاهير التاريخ المخلدة سيرهم هم الأنبياء والرسل وأهل الصلاح قوة وعزم في بناء الأمم وقد ذكرهم الله العزيز الحكيم في قرآنه الكريم، ومن بعدهم رجال قادوا الأمم إلى المجد والرقي الإنساني من حكماء وحكام وأهل العلم والإنجازات العلمية والفكر والأعمال الأدبية النافعة للأمم الذين عاصروهم، وتم تدوين كل سيرهم في الكتب التي تصل إلينا إلى اليوم ونتعرف منها على أعمالهم المجيدة ونتعلم منهم القيم الإنسانية وندرس ونبحث فيما قدموه ونتطور في حياتنا لحفظ استمرارية القدوة المجيدة في حياتنا، وهؤلاء الرجال يحييون الأمم بهم تاريخهم وأمجادهم من أقصى شرق الأرض إلى مغاربها.
مشاهير الفكاهة هم رجال تناقلت كتب التاريخ نوادرهم المحببة إلى مجتمعاتهم حيث نجد فيها الحكمة أحيانا، وأحيانا أخرى الترويح عن النفس بتلك النوادر التي تدخل السرور مع الفائدة المستخرجة من تلك النوادر.
أما مشاهير الفضائح المخزية فقد كانت قصصهم متنوعة الشخصيات الذين ذكرتهم كتب التاريخ التي تم تدوينها عنهم والملاحظ أن تلك الكتب شملت شخصيات تاريخية متنوعة مكانتهم الإجتماعية ما بين قواد فكر وحكام وأدباء ورجال دول، كانت توجهاتهم دنيوية المقاصد شيطانية الهوى عديمة الإنسانية، وقد ذكر لنا القرآن الكريم قصصا لبعضهم، وكذلك الحكايات التي ذكرت في الأثر لأخذ العِبَر من أعمالهم حتى تعلم البشرية أن ماحدث منهم وما آلت إليه عاقبتهم من خزي ماكان أن يتكرر لدى الوعي الإنساني الذي يجب أن تكون عليه الفطرة الذي خلق عليها.
وفي هذا العصر الحديث الذي نعيشه في القرن الواحد العشرين، وهذا التقدم التكنولوجي في ميديا وسائل التواصل الإجتماعي التي تغزو حياتنا وتدخل بيوتنا عبر الأجهزة الذكية التي لا يتجاوز حجمها مسكة كف اليد الواحدة، ونقلب صفحات تلك التطبيقات التي يتم تنزيلها على أجهزتنا الذكية، حيث نشاهد كثير من الشخصيات التي تصدرت أعمالها من محتوى يقدم عبر تلك التطبيقات مابين غث وسمين، وبين مفيد صادق وبين معلومة كاذبة مضللة، وبين إسفاف أخلاقي مقيت.
اليوم في وسائل التواصل الإجتماعي والتي انتهج فيها القائمين عليها هو هدف تحقيق المكاسب المالية عبر الشخصيات التي تقدم المحتوى من خلالها، وبقدر ما يقدمه صانع المحتوى من مشاهدات يمكنه أن يجد دخلا ماديا يحقق له الثراء السريع، وهذا ما يجعل الشيطان أن يجد طريقا له إلى التفاصيل التي تؤثر على القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية، حيث ظهر لنا مشاهير فقدوا الكرامة والغيرة الأخلاقية فكان انتهاج السلوك المنحرف الغير سوي، سواءا في عدم الغيرة على قيم المجتمع، فتجد التعري، أو الكذب والإسفاف، أو كشف الأعراض، أو حتى القبح في الألفاظ.
هناك أيضا مشاهير أيضا أفادوا مجتمعاتهم بتقديم محتوى هادف يحمل رسالة سامية وهم يحفظون بما يقدمون كرامة الإنسان التي يجب أن تكون عليها حياة البشرية الصحيحة.

