الكاتب : النهار
التاريخ: ٠٦:٤٩ م-١٨ مارس-٢٠٢٥       12925

حوار - الإعلامية.موضي العمراني  

في عالمٍ يضجّ بالأصوات المتداخلة، يبرز صوتٌ يحمل فرادة الإبداع ووهج التأثير، صوتٌ استطاع أن يجمع بين رقي الكلمة وقوة الحضور الإعلامي، ليكون مرآةً تعكس نبض المجتمع وثقافته، إنها نورة بنت طالب العنزي، شاعرةٌ تفيض مشاعرها في قصائد تنبض بالحياة، وإعلاميةٌ تملك منبرًا يعكس قضايا الواقع بجرأةٍ ومسؤولية، سطّرت مسيرتها بين حروف الأدب ونبض الإعلام، وأثبتت أن المرأة السعودية قادرةٌ على أن تكون سفيرةً للإبداع والعطاء في كل مجال، وفي هذا اللقاء الخاص، نفتح معها أبواب الحكاية، لنغوص في تفاصيل رحلتها التي تنبض بالشغف والتحدي.

س- كيف بدأت رحلتك في مجال الإعلام؟ وما الذي دفعك لدخوله؟

- الإعلام كان شغفي منذ الصغر، لطالما وجدت نفسي منجذبة للكلمة وتأثيرها، سواء عبر الصحافة أو المنصات الإعلامية المختلفة، بدايتي الفعلية كانت عبر الكتابة في الصحف المحلية، حيث أدركت أن الكلمة ليست مجرد أداة للتعبير، بل قوة قادرة على إحداث التغيير.

س- كونك نائب المشرف العام على صحيفة الراية الإلكترونية، ما أبرز التحديات التي تواجه الصحافة الإلكترونية اليوم؟

- التحديات عديدة، أبرزها سرعة تداول المعلومات، وضرورة تحري الدقة في نقل الأخبار، بالإضافة إلى المنافسة الشرسة مع وسائل التواصل الاجتماعي. الحفاظ على المصداقية والجودة التحريرية في عالمٍ يستهلك الأخبار بسرعة يمثل تحديًا كبيرًا، لكنه أيضًا فرصة لإثبات أهمية الصحافة الجادة.

س-  تنقلتِ بين عدة صحف ومجلات، كيف أثرت هذه التجارب في تكوين رؤيتك الإعلامية؟

- كل تجربة كانت مدرسة بحد ذاتها، علمتني المرونة في التعامل مع المحتوى، وأهمية مخاطبة الجمهور بأساليب مختلفة، الصحافة المطبوعة علمتني عمق التحليل، والإعلام الرقمي علمني السرعة والتفاعل المباشر، هذه التجارب مجتمعة صقلت رؤيتي الإعلامية وجعلتني أكثر وعيًا بتأثير الكلمة.

س- بصفتك مؤسسة لملتقى تطلع الإعلامي، ما الرسالة التي تسعين إلى إيصالها من خلاله؟

- الملتقى جاء ليكون مساحة حوارية تجمع الإعلاميين والمثقفين، حيث نناقش القضايا الإعلامية ونتبادل الخبرات، ونسلط الضوء على الدور الحقيقي للإعلام في دعم قضايا المجتمع، رسالتي هي أن يكون الإعلام صوتًا صادقًا يعكس الواقع بموضوعية ومسؤولية.

س- كيف ترين دور الإعلام في تمكين المرأة وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي والاجتماعي؟

- الإعلام هو أحد أقوى الأدوات التي ساهمت في إبراز دور المرأة وإيصال صوتها، وقد شهدنا تطورًا ملحوظًا في تمثيل المرأة السعودية في مختلف المجالات، التحدي الآن هو أن نواصل هذا التمكين من خلال تسليط الضوء على إنجازاتها وتعزيز دورها كصانعة تغيير.

س- لديكِ حضور بارز في الصالونات الأدبية والأمسيات الشعرية، ما الذي يميز التجربة الشعرية عند تقديمها للجمهور مباشرة؟

- القصيدة على الورق لها تأثير، لكن عندما تلقى أمام الجمهور، تكتسب بُعدًا آخر، تصبح حيّة، تتفاعل مع المشاعر والنظرات ،الأداء والإلقاء يمنحان الشعر روحًا جديدة، وهو ما يجعل هذه التجربة فريدة ولا تُنسى.

س- ما الذي يعنيه لكِ تمثيل المملكة العربية السعودية في مهرجان الشارقة للشعر النبطي؟

- شرف كبير ومسؤولية عظيمة، أن أكون صوتًا يعكس الثقافة السعودية والشعر النبطي في محفل عربي مرموق، فهذا يعني لي الكثير، كان ذلك تأكيدًا على أن الشعر السعودي حاضر بقوة، وأن المرأة السعودية تملك مكانها المستحق في المشهد الأدبي العربي.

س- كيف ترين مستقبل الشعر الحر في ظل التطورات الرقمية والمنصات الحديثة؟

- التقنيات الحديثة قدمت للشعر فضاءً أوسع، وأوصلته لجمهور أوسع، لكن التحدي يكمن في الحفاظ على جوهره وقيمته الفنية وسط الكم الهائل من المحتوى الرقمي، أرى أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة، ولكن يبقى على الشاعر مسؤولية أن يحافظ على أصالة النص وقوته.

س- شاركتِ في تنظيم العديد من الندوات الثقافية، كيف تسهم هذه الفعاليات في إثراء المشهد الثقافي السعودي؟

- الندوات الثقافية هي منصات للحوار، تبني الجسور بين المفكرين والمجتمع، وتخلق بيئة محفزة للإبداع، في السعودية، نشهد نهضة ثقافية، وهذه الفعاليات تساهم في إبراز المواهب وتعزيز الحراك الثقافي.

س- ما الفرق بين الكتابة للصحافة والكتابة الشعرية من حيث التأثير والأسلوب؟

- الصحافة تحتاج إلى الدقة والموضوعية والالتزام بالحقائق، بينما الشعر يعتمد على العاطفة والخيال، كلاهما يحمل رسالة، لكن الصحافة تخاطب العقل مباشرة، والشعر يخاطب القلب والوجدان.

س-  لديكِ مبادرات تطوعية بارزة، كيف يمكن للإعلام أن يكون أداة لتعزيز العمل التطوعي في المجتمع؟

- الإعلام قادر على تسليط الضوء على العمل التطوعي، وتحفيز المجتمع على المشاركة، عندما يتبنى الإعلام قضايا إنسانية، فإنه يصنع فارقًا حقيقيًا ويشجع الناس على الإسهام في بناء مجتمع أكثر تكافلًا.

س- صاحبة فكرة “معرض الفتاة السعودية الأول في تبوك”، كيف وُلدت هذه الفكرة، وما الأثر الذي تركه المعرض؟

- الفكرة جاءت من إيماني بضرورة دعم الفتيات المبدعات وإعطائهن مساحة لإبراز مواهبهن، المعرض كان منصة للإبداع والتمكين، وشهد تفاعلًا رائعًا، مما يؤكد أن الفتاة السعودية تملك طاقات هائلة متى ما وجدت الفرصة المناسبة.

س- كيف تقيمين تفاعل المجتمع مع المبادرات الإعلامية والثقافية التي تقدمينها؟

- التفاعل كبير ومبشّر، وهذا يدل على أن هناك تعطشًا للمحتوى الهادف، عندما يكون الإعلام صادقًا ومؤثرًا، يجد صدى واسعًا لدى الجمهور.

س- ما النصيحة التي تقدمينها للشباب والشابات الراغبين في دخول مجال الإعلام أو الأدب؟

- أن يكون لديهم الشغف أولًا، وأن يسعوا لصقل مهاراتهم بالقراءة والتدريب المستمر، وأن يتحلوا بالمصداقية والمسؤولية، النجاح في الإعلام والأدب ليس مجرد شهرة، بل هو تأثير وبصمة تترك أثرًا حقيقيًا.

س- هل هناك شخصية إعلامية أو أدبية كانت مصدر إلهام لكِ في رحلتك؟

- كثيرون، لكن الأهم أنني أستلهم من كل تجربة ناجحة، سواء كانت في الإعلام أو الأدب، لأن كل مبدع يحمل درسًا يُلهمني.

س- بعد كل هذه الإنجازات، ما الحلم الذي لا يزال يراودك؟

- أن أواصل التأثير الإيجابي في الإعلام والأدب، وأن أكون جزءًا من نهضة ثقافية تعزز حضور الكلمة الصادقة والمؤثرة في المجتمع.

- وفي ختام هذا اللقاء لم يكن مجرد حوار، بل كان رحلة في فكر وإبداع نورة العنزي، شاعرةٌ وإعلاميةٌ صنعت لنفسها مكانًا بين نجوم الكلمة والإعلام، بين الحرف والميكروفون، تواصل العطاء بشغف، لتثبت أن القوة ليست في الصوت المرتفع، بل في التأثير العميق، نتمنى لها مزيدًا من النجاح، ونسعد بمتابعة خطواتها القادمة في سماء الإبداع.