النهار

٠١:٤٢ ص-١٦ مارس-٢٠٢٥

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:٤٢ ص-١٦ مارس-٢٠٢٥       69740

بقلم: غازي العوني

منذ أن نزل آدم عليه السلام إلى الأرض، كان يحمل شريعة دينٍ واحدٍ لله رب العالمين، ذلك الدين الذي جاء برسالات متعددة حملها الأنبياء والرسل عليهم السلام، يدعون فيها إلى عبادة الواحد الأحد، رب العالمين، الخالق العظيم جل جلاله. وقد جاءت هذه الرسالات بتشريعات يزداد بيانها وضوحًا مع الزمن، وتعاليم تستند إلى أسس ثابتة لا تتبدل ولا تتغير، وإنما تتسع لتشمل كل حقبة زمنية، حتى ختمها الله برسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أكمل الدين بتعاليم واضحة، جمعت بين الحقيقة والبرهان، وأظهرت الحق المبين، فلا ينحرف عنها إلا جاهل يجهل عظمة هذا الدين العظيم.

جاء الإسلام ليحيي النفوس والأرواح والعقول والقلوب والضمائر، وليكون منهجًا لبناء البشرية وإعمارها، قائمًا على الرحمة والحكمة، فلا يكره أحدًا على الدين، بل يحافظ على حقوق كل إنسان في أمن وسلام. 

فالتعاليم الربانية ترتكز على مبادئ العدل والرحمة، لتكوين مجتمع إنساني متماسك، بعيد عن التطرف والإجرام، وتحيا فيه الضمائر كدليل للحياة التي تحمل الخير لا الشر، والنور لا الظلام، والعلم لا الجهل.

إننا جميعًا بشر، سنحاسب في الدنيا على ما نقدمه للآخرين من خير، وفي الآخرة على ما في قلوبنا من إيمان، فكل إنسان سيرى حقيقة نفسه في أعماله، إن كانت خيرًا أو شرًا. فالإيمان بالله يتجسد في التقوى والإحسان، والتعاون على البر والخير، والرحمة للعالمين.