جيلان النهاري

٠١:٣٩ م-١٠ مارس-٢٠٢٥

الكاتب : جيلان النهاري
التاريخ: ٠١:٣٩ م-١٠ مارس-٢٠٢٥       4950

بقلم: جيلان النهاري 
حقيقة جميلة أيام وليالي رمضان التي تبدأ من بعد العصر وتستمر من بعد صلاة التراويح وتمتد إلى وقت السحور في أقاليم ومناطق المملكة العربية السعودية هذا الوطن الجميل، وخاصة من ناحية التجمعات الفرايحية بين الأسر والأصدقاء والمجتمع من خلال الموائد الغذائية المفتوحة المدفوعة الثمن في المجمعات التجارية والمطاعم الكبيرة والصالونات التجارية التي تقدم الأطعمة والمشروبات، وكذلك البسطات التي تقدم التفاريح المنتشرة في شوارع الأحياء التراثية المُعَدَّة بمناسبة شهر رمضان في كل مدينة، وخاصة الأكلات الشعبية التي تعرضها البسطات وتقدم أروع المنتجات من حيث لذة النكهة والرائحة المشهية للمستهلك الذي جاء مستمتعا بهذه الأجواء الخيالية التي لا تجدها بهذا الجمال سوى في شهر رمضان المبارك.

في مركاز المواطن وهذا مركاز من نسج الواقع متواجد في كل زاوية حي من أحياء المدن والمحافظات في وسط وأركان مناطق الوطن يكون إما في إستراحة أو مقعد يطل على واجهة أحد الشوارع، أو حتى مقهى شعبي يجمع أصدقاء متنوعي الثقافات والمشارب الفكرية والخبرات الحياتية.

ففي مركاز كنت متواجدا فيه تساءل أحدهم قائلا: "نسمع عن الغذاء والدواء وماهو دورهم واريد أن أفهم؟.

[رغم علمي ومعرفتي ومن خلال خبرتي التامة بماذا تعني هيئة الغذاء والدواء وأدوارها ونظامها ومهامها القانونية وأدوارها المهنية ومسؤلياتها الواجبة عليها، فقد فضلت الصمت ومواصلة الإستماع إلى النقاشات بين الأصدقاء والمتنوعين الأفكار والمشارب والثقافات].

الذي فهمته من سبب طرح السؤال والنقاش فيه هو: "هل هذه البسطات التي تقدم التفاريح الغذائية، وخاصة أنها بسطات متنقلة وغير دائمة، هل تخضع للرقابة من هيئة الغذاء والدواء، وهل دور التفتيش الصحي للبلدية يكفي، وهل هناك لجان مشتركة بين البلدية والصحة وهيئة الغذاء والدواء معنيين بالتنسيق فيما بينهم والنزول إلى الشارع للرقابة والتأكد من سلامة المنتجات الغذائية المعروضة للأكل بشكل مباشر والتي تقدم الى المرتادين لهذه البسطات، وبالذات البسطات التي تقدم الأطباق المحتوية على البروتينات الحيوانية كوجبات الكبدة مثلا أو حتى مايسمى المقلقل على الصاج أو الوجبات المطهية في البيوت، غير المعلومة المصدر سوى إسم عنوان البسطة فقط، وهل هذه المنتجات تم تسجيلها لكل بسطة كمنتج تختص به، وماذا عن الصحيفة الصحية لمقدم الوجبات وخاصة أننا نجد على كل بسطة عدد من الأشخاص متنوعي الأعمار يقدمون هذه الخدمة، ونستمع لبعض الأهزوجات الدعائية ملحنة تخرج من الأفواه الغير مستخدمة للكمامة الصحية، حيث ينفث بعض اللعاب على الأواني المكشوفة والحاضنة للأطعمة حين التحضير والتقديم؟".

السؤال كان كبيرا جداً، والإجابة عليه تتطلب جدية من الجهات الثلاثة وهم الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية ووزارة البلديات والإسكان ووزارة الصحة، حيث حسب علمنا المتواضع أن السلامة في مواصفات المنتجات الغذائية والدوائية والعلاجية والتي تدخل عبر حدود الوطن تقع فيها المسؤولية في فسحها على عاتق الهيئة العامة للغذاء والدواء، والرقابة على صلاحية المنتجات في منافذ التوزيع والبيع كالمطاعم والصالونات التجارية التي تقدم الأطعمة والمشروبات والكافتيريات وعربات الأطعمة المرخصة وفق شروط فتحها لتقديم خدمتها، وفيما بينها البسطات الموسمية جميعها تقع مسؤوليتها على عاتق كلا من الهيئة العامة للغذاء والدواء ووزارة البلديات والإسكان ووزارة التجارة ولا نستثني مسؤولية وزارة الصحة، وهذا من حيث الإلتزام لمعايير وشروط المواصفات والتخزين والالتزام بالشروط الصحية المطلوب توافرها، حيث العمل على تحقيق تلك الرقابة والتشديد على تطبيقها دون تراخي أو إهمال يضمن لنا أمان صحي طويل الأمد والذي يحفظ للوطن مقدراته الوطنية البشرية والمالية في حالة إستقرار، وحسن إدارة توفير تلك المقدرات الوطنية والتوزيع لها.