

النهار - موضي العمراني
التراث ليس مجرد حجارة صامتة أو آثار منسية، بل هو ذاكرة الأمة وهويتها العميقة التي تربط الماضي بالحاضر والمستقبل. وبينما تتسارع عجلة التطور، يبرز دور الباحثين والمهتمين بالتراث الوطني في الحفاظ على هذا الإرث الغني. ومن بين هؤلاء الباحثين، يلمع اسم عبدالإله الفارس، الباحث السعودي الذي كرس حياته لاستكشاف وتوثيق بعدسته لتراث الوطني في المملكة العربية السعودية، ناشرًا الوعي بأهميتها، ومساهمًا في إبرازها عالميًا.
عبدالإله الفارس: رحلة في دروب التاريخ
عبدالإله الفارس ليس مجرد باحث في التراث ، بل هو عاشق للماضي، يسبر أغواره ويعيد إحياء رواياته. بدأ رحلته مع التراث بدافع الشغف، ليصبح فيما بعد واحدًا من أبرز موثقي التراث الوطني في المملكة. استطاع أن يوثق أكثر من ألف موقع تراثي من خلال عدسته ، متنقلًا بين الصحارى والجبال والوديان، مدفوعًا بإيمانٍ عميق بأن كل حجر وكل نقش يحمل قصة تستحق أن تُروى.
أبرز إنجازاته في توثيق التراث
1. توثيق ونشر التراث الوطني
يُعد الفارس أحد أبرز الموثقين للتراث الوطني في المملكة، حيث جاب مناطق عدة لاكتشاف أسرارها، وكان من بين المواقع التي وثقها:
• موقع “كلوة” الأثري داخل محمية الملك سلمان، والذي يثبت أن الإنسان استوطن هذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ.
• مجموعة واسعة من النقوش والرسوم الصخرية التي تعكس حياة المجتمعات القديمة في الجزيرة العربية.
العديد من القرى التاريخية والقلاع والحصون التي لعبت دورًا مهمًا في تاريخ المملكة.
2. المساهمة في نشر الوعي بالتراث الوطني
لا يقتصر دور عبدالإله الفارس على الاكتشاف والتوثيق فقط، بل يسعى أيضًا إلى نشر الوعي الثقافي حول أهمية التراث الوطني والمحافظة عليها. يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لنقل المعرفة، حيث يشارك متابعيه بالصور والمعلومات عن التراث الوطني ، مقدمًا قصصًا تاريخية تجذب اهتمام العامة وتعزز من قيمة التراث الوطني في نظر المجتمع.
3. الترويج للسياحة الثقافية
ساهم الفارس في تسليط الضوء على التراث الوطني كمقاصد سياحية، وثقافي إلى استغلال هذا التراث الوطني في دعم السياحة الثقافية، وجعل المملكة وجهة عالمية لمحبي التاريخ والحضارات القديمة.
التراث الوطني : مسؤولية وطنية وإنسانية
يؤمن الفارس بأن المحافظة على التراث الوطني مسؤولية جماعية، فالتاريخ ليس ملكًا لفرد أو جيل بعينه، بل هو إرث مشترك للأمة بأكملها. ولذلك، يدعو دائمًا إلى:
• تعزيز برامج التوعية حول أهمية التراث الوطني .
• إشراك الشباب في حملات التثقيف والحفاظ على التراث الوطني ..
• حماية التراث الوطني من والتخريب.والتشويه
الرؤية المستقبلية: نحو تراثٍ أكثر إشراقًا
يحمل عبدالإله الفارس رؤية طموحة تتمثل في جعل المملكة نموذجًا عالميًا في الحفاظ على التراث الوطني واستثماره ثقافيًا وسياحيًا. ويتطلع إلى المزيد من الاكتشافات لتراث الوطني الذي يمكن أن تعيد كتابة تاريخ المنطقة، وإلى تحقيق تعاون دولي يربط المملكة بالشبكة العالمية لحماية التراث الوطني
وبجهوده المتواصلة، أصبح عبدالإله الفارس رمزًا للعطاء في مجال التراث الوطني ، فهو ليس مجرد موثقٍ للماضي، بل حارسٌ أمين لذاكرة الوطن. وبينما يواصل رحلته بين أنقاض الحضارات القديمة، يترك وراءه بصمة خالدة، تلهم الأجيال القادمة للسير على خطاه، حفاظًا على هذا الإرث العظيم.

