

جيلان النهاري
بقلم: جيلان النهاري
من سياسات حكام المملكة العربية السعودية الداخلية تجاه مواطنيهم والمقيمين على أراضيها في المناطق والمحافظات أن نَصبَّت لكل منطقة ومحافظة حاكما إداريا يرعى مصالح الشعب، والعمل على حل مايشكل عليهم من أمور يصعب حلها عبر الجهات الإدارية العاملة داخل حدود كل منطقة ومحافظة، وكذلك الوقوف على متابعة الأوامر والتوجيهات الصادرة لهم نحو تنفيذ الخطط التطويرية من النواحي الخدمية والرفع للجهات ذات العلاقة للعمل على حل المشكلات والقضايا التي تواجه المواطنين، واتخاذ القرارات النافعة للمجتمع، مما كان الأدوار المناطة بها تلك المناطق والمحافظات غالبا ما تكون جهات تنفيذية لا غير.
اليوم ونحن مع الحركة الوطنية الشاملة ضمن رؤية السعودية 2030، أصبح دور أمراء المناطق والمحافظات الكبرى في الوطن متنوعا بشكل ملفت، حيث أصبح هناك توسع في كبير في المهام، ونشاط حركي حثيث ومرسوم، أعطى للحاكم الإداري المساحة الكبيرة في المشاركة المجتمعية، بجانب المشاركة في البروتوكولات السياسية، وإظهار قدرات كل منطقة ومحافظة في التقدم الفكري والإنمائي الشعبي للساكنين فيها، وما كان هذا ليكون لولا الطموح الكبير لدى القيادة نحو وضع الأنظمة وتفعيلها بالتخصص النظامي لكل جهة مؤسسية حكومية في تولي مسؤوليتها دون الحاجة إلى إشغال الحاكم الإداري بمواضيع قد تشغله عن التفرغ للأعمال والمهام الكبيرة التي تهم نهضة الوطن عبر منطقته ومحافظته.
فأصبحت أبواب أمارات المناطق والمحافظات مفتوحة الأبواب لكل فكرة ومشروع وحدث وفعالية نافعة للمجتمع، من حيث تجاوب الحاكم الإداري ودعمه وتقديم التسهيلات بعد الإيمان بالفكرة ومدى فاعليتها في تحقيق المعايير المنشودة منها.
ومن تجربة شخصية لمتابعة أخبار إمارات مناطق المملكة وأدوارهم عبر الإعلام، وجدت أن الكل يعمل بهمة كبيرة وتحرك ذؤوب نحو بلد متكامل من حيث التطور الفكري والمجتمعي في كل مجال، وخاصة المجال المجتمعي، حيث رأيت كل من هو يعمل داخل دواوين إمارات المناطق ومحافظاتها بدء من الإستقبال إلى المستشارين للحاكم الإداري قيامهم بأدوارهم بكل أريحية وتجاوب وتفاعل كامل نحو أن يكون أداء ديوانهم الذين ينتمون إليه محل رضا للمراجع ليحقق طموحات ولي الأمر في التسارع المطلوب نحو ما خطط له في رؤية السعودية 2030 دون تأخير، بل بكل إحترافية، نظرا لما وجدته من كفاءات شابة تعمل في مراكز إدارية هامة مدربين ومؤهلين بشكل يثير الإعجاب والفخر.
حقيقة ما يجعلني أكتب عن ذلك، هو ما وجدته شخصيا من اهتمام محافظ محافظة جدة بالمسؤولية المجتمعية - ومتأكد أن هذا أصبح موضع اهتمام لدى كل أمارات ومحافظات هذا الوطن العظيم - حيث شدني العمل الكبير والفكر المتقد الذي يتمتع به والعمل الذي يقوم به هذا الشاب سعادة المستشار فهد بن صنيتان الضيط مستشار أمير محافظة جدة في لقاء حضرته مع رئيس مجلس إدارة جمعية الرعاية الصحية الداعمة، وكيف كان تفاعله مع الأفكار المطروحة وكيف أفادنا باهتمامات صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن جلوي محافظ جدة، بالمسؤولية المجتمعية رغم مشاغله الكبيرة التي يقوم بها بجانب رئاسة سموه للمجلس المحلي لتنمية وتطوير محافظة جدة، مما أعطاني هذا اللقاء الحافز والمسؤولية ككاتب في أن أظهر بأمانة الدور الكبير الذي يقومون به هؤلاء الحكام الإداريين للمناطق والمحافظات من أصحاب السمو الأمراء والمعالي والسعادة، رغم علمي وتأكدي الكامل بأن الثقة الممنوحة لهم من ولي الأمر في محلها، فهنيئا لوطننا كل من تحمل المسؤولية وأداها بأمانة، تأكيدا أن ولي الأمر كانت نظرته ثاقبة في قدرات وإمكانيات من حملهم مسؤولياتهم، فنحن اليوم في عهد لم نصل إليه إلا من نتاج قرن من التطور المرحلي المتأني والنظر الثاقب والعمل الجاد الهادف الذي نهجه حكامنا على مدار تلك الأعوام الطويلة التي تظهر نتائجها اليوم.