كلمة النهار :

تعكس  ميزانية المملكة العربية السعودية لعام 2025  نجاح  رؤية المملكة 2030  في تحقيق استدامة الإنفاق وتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن الاعتماد على أسعار النفط المتذبذبة. يأتي هذا الإنجاز كمحصلة لاستراتيجيات مدروسة وإصلاحات اقتصادية شاملة ساهمت في تعزيز النمو الاقتصادي وبناء قاعدة مالية أكثر استقرارًا وقوة.

الإيرادات غير النفطية: قفزة تاريخية

من أبرز إنجازات ميزانية 2025 تحقيق إيرادات غير نفطية بلغت 470 مليار ريال، وهو رقم تاريخي يعكس نجاح الجهود المبذولة لتوسيع القاعدة الاقتصادية. جاء هذا النمو نتيجة للإصلاحات الهيكلية التي شملت تطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة مثل:

1. السياحة: شهدت السعودية ازدهارًا في قطاع السياحة، خاصة مع استقطاب ملايين الزوار للوجهات السياحية الجديدة مثل العلا ونيوم وموسم الرياض، مما أسهم في تعزيز الإيرادات السياحية.

2. الصناعة والتعدين: لعبت برامج مثل “صُنع في السعودية” و”البرنامج الوطني للصناعة والخدمات اللوجستية” دورًا محوريًا في تنمية هذا القطاع.

3. التقنية والابتكار: تمكين الاقتصاد الرقمي من خلال دعم الشركات التقنية الناشئة واستقطاب الاستثمارات الأجنبية في مجالات التكنولوجيا.

الإنفاق الحكومي: استدامة وتوازن

بلغ حجم الإنفاق العام مستويات متوازنة مع التركيز على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والقطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة. 

كما تم توجيه الإنفاق نحو تعزيز كفاءة المؤسسات الحكومية وتحقيق التحول الرقمي الذي ساهم في تحسين جودة الخدمات وتقليل الهدر المالي.

مساهمة الصناديق السيادية

كان لصندوق الاستثمارات العامة دور حيوي في دعم الميزانية من خلال استثماراته في مشاريع استراتيجية عززت الإيرادات غير النفطية، وساهمت في خلق فرص عمل للمواطنين ودفع عجلة الاقتصاد الوطني.

تحسين جودة الحياة

لم تكن ميزانية 2025 فقط لتحقيق التوازن المالي، بل امتدت آثارها لتحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين. شملت هذه الجهود:

• تعزيز برامج الإسكان وتوفير وحدات سكنية بأسعار مناسبة.

• دعم الابتكار في قطاعي الصحة والتعليم لضمان مستقبل مستدام.

• توسيع شبكة النقل والبنية التحتية.

آفاق المستقبل

ميزانية السعودية 2025 ليست نهاية الطريق، بل محطة بارزة على طريق تحقيق رؤية 2030. تعكس الأرقام والمؤشرات نجاح المملكة في وضع أسس اقتصاد مزدهر ومستدام يعتمد على التنوع والشمولية.

تُظهر هذه الميزانية كيف استطاعت السعودية، بقيادة رؤية طموحة، أن تنقل الاقتصاد الوطني من الاعتماد التقليدي على النفط إلى نموذج اقتصادي أكثر مرونة واستدامة، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به عالميًا في إدارة الاقتصاد والتخطيط الاستراتيجي.