النهار

٠١:٥٨ م-٠١ سبتمبر-٢٠٢٤

الكاتب : النهار
التاريخ: ٠١:٥٨ م-٠١ سبتمبر-٢٠٢٤       12430

بقلم - محمد حسن شيخ الدين*

أولا، ندين في  جمعية الحكمة الخيرية بسيريلانكا  الإساءات والمزاعم الممنهجة عن طريق "فيلم حياة الماعز" في الهند على المملكة العربية السعودية، وإننا في هذا الصدد نعلن باسمنا وباسم  جمعية الحكمة الخيرية بسيريلانكا  استنكارنا وشجبنا الشديدين لهذه الإساءة الجبانة السخيفة وحملة الأكاذيب والمزاعم الممنهجة، ونعلن تضامننا التام مع المملكة العربية السعودية وحكامها الكرام وشعبها الأوفياء قلبًا وقالبًا ضد أية إساءة وأية حملات وافتراءات، وأن مآل هذه المساعي الواهنة كسابقاتها هي الزوال بإذن الله تعالى، والسعودية ستظل حكومة وقيادة وشعبًا ثابتة عزيزة كريمة كعادتها مهما كانت الإساءات.

نحن كمسلمين هل نرضى الإساءة للمملكة العربية السعودية؟ لا والله أبدا، ونحن نخاوي ونعاشر أهل المملكة أكثر من 35 سنة ولم نجد منهم إلا الخير والإنسانية والتعامل الحسن والأخلاق الفاضلة وهم شرفاء وكرماء وأوفياء حفظهم الله.

ثانيا، عندنا قصص كثيرة عن أخلاق الإخوة السعوديين والأخوات السعوديات وتعاملاتهم الحسنة تجاه الموظفين والعمال وجميع المكفولين فأحكي لكم بعضًا منها في هذه المناسبة: 

*عملت سبع سنوات في مكاتب الجاليات في الرياض، وأسلم على يديّ خلال هذه الفترة مئات العمال والعاملات والسائقين من الجنسية السيريلانكية والهندية ولله الحمد والمنة، وقبل أن أبدأ بتلقين الشهادين لكل واحد منهم أسألهم دائمًا وهذه هي عادتي، لماذا تريد تعتنق الإسلام وهل هناك سبب مهم، فكل واحد منهم يحكيني سببًا لرغبته لدخول الإسلام، سبحان الله 99 بالمائة منهم حكوا لي "أنا بوذي أنا هندوسي أنا نصراني في البلد وجئت إلى المملكة العربية السعودية لطلب لقمة عيشي ولكن بعد ما جئت إلى المملكة تأثرت بالإسلام بتعامل الكفيل وتعامل زوجته وتعامل أولاده وأخلاقهم الحسنة".

إذن أسلم ألاف الأشخاص ما بين رجل وامرأة في المملكة العربية السعودية بسبب التعامل الحسن والأخلاق الفاضلة العالية من كل أخ سعودي كريم خلوق وأخت سعودية كريمة خلوقة.

*لقد رأينا بأم أعيننا في مطار الرياض عدة حالات، عاملات منازل من الجنسية الفلبينية والإندونيسية والسيريلانكية والهندية وغيرها من الدول لم يتمالكن أنسفهن وأجهرن بالبكاء بفراق كفلائهن وأولاد الكفلاء، وهكذا الكفلاء وأولادهن خاصة يتعلقون معهن لعدم رغبتهم لفراقهن ويبكون.

*عاملة سيريلانكية كانت تعمل لمدة سنتين فقط عند عائلة كريمة من عائلة العبد اللطيف، ثم خرجت خروج نهائي إلى سيريلانكا ولكن هذه العائلة الكريمة لم تقصر معها حيث بنت لها منزلا لتسكن هي وزوجها وأولادها، فكنتُ أُشْرف على بناء هذا المنزل بناء على طلب من كفيلها، والجدير بالذكر أن هذه العائلة الكريمة اشترت لما زارت سيريلانكا مرتين بشراء المواد الغذائية مليئة بسيارتي سيارة فَانْ لهذه العاملة، كما تُحوِّل هذه العائلة الكريمة حينًا بعد حين مبالغًا لمصاريفها عن طريقنا.

*عاملة سيريلانكية كانت تعمل لمدة سنتين فقط عند عائلة كريمة من عائلة القحطاني، ثم خرجت خروج نهائي إلى سيريلانكا ولكن هذه العائلة الكريمة لم تقصر معها حيث بنت لها منزلا لتسكن هي وأولادها المتوفى عنها زوجها.

*عاملة سيريلانكية كانت تعمل عند عائلة كريمة عائلة المسعود، والعاملة انتقلت إلى رحمة الله تعالى وتوفيت موتًا طبيعيًا أثناء عملها بمرض عانت منذ فترة ولكن الكفيل لم يقصر معها ويُحوِّل راتبًا شهريًا إلى الآن إلى بناتها.

*كلما أزور الرياض أزور عائلة كريمة عائلة الضعيان، وكانت بيني وبين هذه العائلة الكريمة علاقة ودية منذ أن عملنا في مكتب الجاليات بالرياض، فهذه العائلة تُسلمني ظرفًا فيها فلوس وكرتون من التمور لعاملتها التي عملت عند هذه العائلة سنتان فقط. 

*سائقٌ عمل عند كفيل تقريبًا 5 سنوات، وبعد أن نوى الخروج النهائي هذا السائق بسبب مرض أصابه أوصى كفيله وهو من عائلة كريمة من عائلة الرشيد لأبنائه بتحويلهم شهريًا 500 ريال سعودي حتى لو متُّ فلا توَقِّفوا هذه المساعدة، كان يحول له الكفيل شهريًا 500 ريال سعودي، وأعرفُ أن هذا السائق يستلم من أبناءه حتى الآن 500 ريال سعودي شهريًا منذ 8 سنوات حتى بعد وفاة كفيله من قبل 5 سنوات رحمه الله.

*وقد قرأنا قصة عجيبة في التواصل الاجتماعي قبل فترة من الزمن، استلمت امرأة فلبينية إرثًا يُقدر ب 35 أو 40 مليون ريالا سعوديًا، وذلك أن أحد الإخوة السعوديين من الأثرياء، تزوج امرأة فلبينية وتستَّر ذلك لكيلا يعلم عنه أحد من عائلته، ثم توفي هذا السعودي رحمه الله، وقبل وفاته أخبر أحد أبنائه أنه تزوج امرأة فلبينية وهي تعيش الآن في الفلبين وأخبر القصة التي بينه وبين زوجته الفلبينية، فقرر هذا الابن البار بوالديه السفر إلى الفبين بعد وفاة والده ليتفقد عن أحوال زوجة أبيه الفلبينية، وتبعًا وجدها وأخبرها أن والده توفي قبل فترة رحمه الله وأوصاني عنك فقررت أزورك يا خالتي، ودار الكلام بينه وبين زوجة والده وأخبرها لا بد تزورين عندنا في البيت في المملكة العربية السعودية، وفي البداية أنها رفضت خوفًا من أن يحصل لها سوء من زوجته الأولى أو من أحد أفراد عائلة زوجها السعودي.

ففي الأخير وافقت زيارة المملكة بعد إلحاح من الابن فسافرت إلى المملكة والابن أخبر القصة كاملا إلى جميع أفراد عائلته، فسبحان الله فكلٌّ أكرمها وقدرها وتعاملوا معها وكأنها هي من عائلتهم، ثم فاجئوا بها بأن لك 35 أو 40 مليون ريالا سعوديًا من إرث الوالد رحمه الله، فلما سمعتِ الكلام اندهشتْ ولم تصدق ذلك، فقدموا لزوجة أبيه الفلبينية هذه المبالغ الهائلة ولم تتمالك هذه المسكينة من البكاء فرحًا ووعدتْ أمام عائلة المرحوم أنها تَبْني باسم الوالد جامعًا كبيرًا ومركزًا إسلاميًا ووقفًا خيريًا باسمه في الفلبين ليكون ذلك كله صدقة جارية للمرحوم، وتبعًا نفذت الفلبينية هذه المشاريع الخيرية واستضافت عائلةَ زوجها السعودي لكي يطمئنوا من صدقتها للمرحوم.

والله العظيم أيها الإخوة الكرام قبل أن أنتهي من كتابة هذه القصة يسيل الدموع من عينَيَّ، لا أدري يسيل دموعي لأجل الناس العظماء النماذج العظيمة في المملكة العربية السعودية من عائلة المرحوم الذين خافوا الله تعالى في أمر هذه المسكينة وتمسكوا دين الله تعالى ورفعوا راية المملكة العربية السعودية في أعالي السماء بتعاملهم الحسن وأخلاقهم الفاضلة وقدوتهم الحسنة المثالية مع أمهم الفلبينية، أم لأخلاق الفلبينية المسكينة على هذا العمل المثالي منها بقيامها مشاريع خيرية باسم زوجها المرحوم. 

كم قصص يا من يريد الإساءة للمملكة العربية السعودية حقدًا وحسدًا... أين نجد أناسًا كأمثال الإخوة السعوديين والأخوات السعوديات وهم نموذج يحتذى بهم، انظروا... يدفع الكفيل كامل المبالغ لتحجيج المكفولين، وكم هماك أجمل القصص بتعامل الكفلاء مع المكفولين حتى مع غير المسلمين، ويصلي الكفيل خلف عامل النظافة، ويأكل معه سويًا ويأخذه معه ماسكًا بيده للمناسبات والولائم.

وهكذا عندي كَمْ قصص عن تعامل الإخوة الأعزاء السعوديين مع عمالتهم ومكفوليهم بأحسن تعامل وبالأخلاق الفاضلة العالية، وهناك عند آخرين قصص كثيرة لا تعد ولا تحصى من الإخوة السعوديين والأخوات السعوديات، فالكل يشهد على ذلك. 

فأخيرًا وليس آخرًا أقول للحاقدين على المملكة العربية السعودية إن وجود الملايين من الجنسيات المختلفة منذ زمن بعيد في السعودية العظمى (مَن مِنهم وصلت أعمارهم أكثر من ستون سنة في المملكة ومَن مِنهم هرموا في المملكة وماتوا هناك)، يدل دلالة واضحة للعالم بأن المملكة العربية السعودية ملكًا وولي عهد وجميع آل سعود الكرام وحكومةً وشعبًا يتعاملون مع الوافدين بتعامل حسن وبأخلاق فاضلة، وأن أية تهمة من التهم ضد المملكة هي مصطنعة وكاذبة أساسها الحقد والحسد ضد المملكة العربية السعودية وحكامها الأشاوش وأهلها الكرام.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وجمع آل سعود الكرام والمملكة العربية السعودية وشعبها الأوفياء من كيد الكائدين ومكر الماكرين وخداع الخادعين ومن كل شرور الأشرار.

* محمد حسن شيخ الدين، مدير جمعية الحكمة الخيرية بسيريلانكا، خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة