الكاتب : النهار
التاريخ: ٢٧ نوفمبر-٢٠٢٥       2090

النهار - السعودية

احتفت منظمة  الأمم المتحدة  في المملكة، مساء اليوم، بالذكرى الـ80 لتأسيس المنظمة الدولية، بحضور عدد من المسؤولين في الجهات الحكومية والشبه حكومية، إلى جانب ممثلي منظمات الأمم المتحدة، وذلك في قاعة الأمم المتحدة. 
    واستُهلّ برنامج الفعالية المقام بهذه المناسبة، باستعراض إنجازات تمكين المرأة السعودية، التي شارك فيها عدد من ممثلي الهيئات الدولية والقطاعين الخاص والأكاديمي، إضافة إلى تقديم فقرة عن معرض "هي تُشكِّل الغد" – الفن السعودي في يوم  الأمم المتحدة  ، حيث استعرضت أبرز أعمال الفنانين السعوديين المشاركة في المعرض، وما تعكسه من ارتباط بين الثقافة السعودية وأهداف التنمية المستدامة.
وصرح سعادة سفير  الأمم المتحدة  لدى المملكة العربية السعودية الأستاذ محمد الزرقاني بأن ثمانون عامًا ليست مجرد لحظة تاريخية وإنها فرصة للتوقف وطرح سؤال بسيط لماذا نحن هنا؟
نحن هنا للخدمة لبناء الثقة ولربط الناس بالأمل والمعرفة والمسؤولية وان قيمة  الأمم المتحدة  لا تُحدد بعمرها أو حجمها بل إنها تنبع من إنسانيتها في قدرتها على البقاء قريبة من الناس، والإنصات إليهم، والمساعدة في تحويل الإمكانات إلى فرص.

وقال اننا نجتمع في بلد لا يُعيد تشكيل مستقبله فحسب، بل يُسهم أيضًا في مستقبل الآخرين حيث تلعب المملكة العربية السعودية اليوم دورًا متناميًا في التنمية الدولية، والوساطة، والعمل المناخي، والدعم الإنساني، والتعاون المعرفي وإنها جسر بين المناطق.  جسرٌ يربط الجنوب العالمي بالعالم وشريكٌ موثوقٌ في التعاون فيما بين بلدان الجنوب.

ولم تقتصر شراكتنا مع المملكة على تنفيذ برامج  الأمم المتحدة  فحسب، بل امتدت إلى المشاركة في إيجاد الحلول، وتبادل المعرفة، وصياغة نماذج تنمية جديدة يمكن للآخرين الاستفادة منها.
وهذا العام، انضمت أكثر من مئتي امرأة من المجتمعات الريفية في جميع أنحاء المملكة إلى مبادرةٍ مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ووزارة البيئة والمياه والزراعة، وبرنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة، وشركة ريف السعودية.
حيث تعلمن كيفية تحويل المنتجات المحلية، مثل البن والرمان والجلود والورود، إلى مشاريع تجارية ناجحة.
ولم يقتصر الأمر على كسب الدخل فحسب، بل اكتسبن أيضاً القدرة على التعبير عن أنفسهن، والقدرة على رسم مسار حياتهن الخاصة 
وهذه ليست قصة تنمية فحسب، بل قصة إنسانية بل إنه مثالٌ على كيف تصبح المعرفة فرصة وكيف يصبح التمكين مشاركة، ويصبح الابتكار المحلي مصدر إلهام عالمي.  وفي يوم  الأمم المتحدة  هذا العام.
و اخترنا تسليط الضوء على دور المرأة ليس كموضوع، بل كحقيقة نراها كل يوم ،هنا في المملكة العربية السعودية، نرى نساءً رائدات في الفصول الدراسية، والجامعات، والمختبرات، والخدمة العامة، والثقافة، والدبلوماسية، واليوم، هنا معنا، كفنانات يُحوّلن الخيال إلى صوت وهوية.

ويُذكّرنا وجودهن بأن التنمية لا تقتصر على بناء البنية التحتية فحسب، بل تشمل بناء القدرات، والمشاركة، والكرامة، وإتاحة الفرص وهذه الرؤية التي تُركّز على الإنسان هي ما يربط رؤية 2030 بأهداف التنمية المستدامة.

و يضع الإنسان في صميم الاهتمام وكلاهما يؤمن بأن التقدم لا يكون ذا معنى إلا عندما يُحسّن الحياة، ويُوسّع الخيارات، ويصون الكرامة وعندما يلتقي الطموح الوطني بالهدف العالمي لا يقتصر الأثر على النطاق المحلي بل يُصبح إنسانيًا ويُصبح معرفةً تُشارك عبر الحدود ومعرفةٌ تنتقل من المساهمة إلى الإلهام اليوم ولا يحتاج العالم إلى حلول فحسب بل يحتاج إلى ثقة ويحتاج إلى تعاون ويحتاج إلى قيادة تصون الكرامة وتضع الإنسانية في صميم كل قرار. ثمانون عامًا من التاريخ تُرشدنا، لكن البشر هم الطريق إلى المستقبل. فليُشكَّل هذا المستقبل بالمعرفة والمسؤولية والأمل.
   واختُتمت الفعالية بجولة في المعرض، حيث أتاحت الفرصة للحضور للتفاعل مع الفنانين والمشاركين، وتسليط الضوء على جهود المؤسسات الوطنية والدولية في دعم التنمية المستدامة، وتمكين المرأة بما يعزز تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.